أخبار الآن | القلمون – سوريا (أبو محمد اليبرودي)
لم يعد مشهد اتفاق حزب الله والنظام السوري عسكريا هو السائد على الطابع العام لعلاقتهما في القلمون، فتبدل المصالح والاستراتيجيات عقب السيطرة على المنطقة جعل كلا منهما يسعى للاستقلالية الأمنية الكاملة عن الطرف الآخر في ظل انتشار جو من عدم الثقة بين الطرفين.
فقد بات من الواضح لمعظم سكان القلمون تباين المواقف بين قوات حزب الله والنظام السوري عقب انقضاء المصلحة المشتركة المؤقتة بينهما في استعادة المنطقة من يد ثوار القلمون منذ حوالي العامين، فبعد العمل العسكري المشترك بينهما قام حزب الله بخطوات كبيرة في سبيل فصل ملفه الأمني عن قوات النظام السوري وذلك بإنشاء مكاتب أمنية خاصة به وسجون يزج فيها المطلوبين له بعيدا عن أعين النظام.
استقلالية أمنية
يقول الدكتور "منذر بركات" الأمين العام للهيئة الثورية في يبرود لأخبار الآن: "عقب سقوط معظم مدن القلمون الغربي في منتصف عام 2014 سارع حزب الله بتشكيل مؤسسة أمنية خاصة وسجون مستقلة عن قوات النظام السوري وذلك بعد انعدام الثقة بين حزب الله والنظام السوري وتكرر الخلافات بينهما إثر الفساد المنتشر في مؤسسات النظام الأمنية ووجود المحسوبيات عند النظام السوري وخصوصا في حالات المطلوبين للحزب بشكل خاص ممن ينتمون لصفوف النظام السوري أو الدفاع الوطني".
ويضيف بركات: الأفرع الأمنية لحزب الله في القلمون كانت تتبع بشكل مباشر لقيادة الحزب في الداخل اللبناني، والمعتقل في السجون الخاصة لهذه الفروع يعتبر وكأنه معتقل في سجون الضاحية الجنوبية في بيروت، حتى أنه تم تسجيل حالات اعتقال لعدة شباب من مدينة يبرود وتم لاحقا اكتشاف ترحيلهم إلى مقرات حزب الله في لبنان للتحقيق معهم ومن ثم إعادتهم إلى القلمون بشكل سوري ودون علم النظام بذلك أو توفر أي سلطة له على الموضوع.
سجون خاصة
وفي شهادة لأحد الذين خاضوا تجربة الاعتقال في سجون حزب الله في القلمون، تقول "أم أحمد" لأخبار الآن: "تم اعتقالي أثناء زيارتي لمنزلي القابع في حي القاعة في يبرود والذي يسيطر عليه حزب الله، رغم أنني أخذت تصريحا بزيارته من قبل رئيس مخفر يبرود، ومن ثم تم نقلي لأحد أفرع حزب الله الأمنية في حي القاعة والذي كان قبوا لأحد الأبنية في الحي وفيه عشرات المعتقلين من أبناء القلمون نساء ورجالا وكان يتعرض بعضهم للتعذيب أثناء دخولي للمبنى".
وتضيف "أم أحمد": كان لي نصيب كبير من التعذيب النفسي والجسدي بسبب اتهامي بأني كنت مصدرا للمعلومات لصالح ثوار القلمون في الجرود وأقوم بمساعدتهم بنقل تحركات عناصر الحزب لهم قبيل كل معركة يتم الإعداد لها، ولذلك تم ضربي بشكل عنيف وتعذيبي بالكهرباء وتهديدي بالاغتصاب في حال لم أدلي بمعلومات عن الأشخاص المرتبطين بالثوار من الذين عادوا للقلمون بعد سقوطها بيد النظام، إلا أن اصراري على عدم معرفتي بشيء دفعهم لإطلاق سراحي بعد عدة أيام من التعذيب المستمر.
ومن جهة أخرى يقول الإعلامي "باسل أبو جواد" أن سجون حزب الله في القلمون لم تكن تقتصر على المدنيين فقط، بل تعداها الأمر إلى اعتقال بعض من عناصر الدفاع الوطني التابع للنظام بالقوة وذلك لاتهامهم بعمالتهم للثوار وخاصة بعد المشاكل الكبيرة التي وقعت بين حزب الله وعناصر الدفاع الوطني هناك.
ويضيف أبو جواد أن عدد معتقلي يبرود فقط لدى حزب الله جاوز 80 معتقلا، بعضهم خرج من السجن بعد فترة قصيرة لعدم ثبات تورطهم ضد حزب الله، أما البعض الآخر فلا توجد أية أخبار عنهم. وتتركز معظم سجون حزب الله في منطقة "ريما" بشكل أساسي إضافة لحي القاعة في يبرود والذي بات يعرف بحي الزهراء نظرا لكونه يتبع للحزب بشكل خاص.
اقرأ أيضا:
قيادي بداعش أفتى بقصف المدن المحررة