أخبار الآن | اللاذقية – سوريا (عبد السلام حاج بكري)
شهد اليومان الماضيان مقتل شخص في اللاذقية وجدت جثته مرمية على أطراف حي "دمسرخو"، وسجلت شبكات إعلام موالية للنظام وقوع 10 حوادث سرقة، تضاف إلى حوادث تتصاعد بوتيرة عالية في الآونة الأخيرة في مدن الساحل وريفه، أثارت رعبا لدى الأهالي دفعهم لزيادة الحرص والحد من التنقل لاسيما ليلا.
وسقط الشهر الماضي تسعة قتلى في الساحل السوري، منهم ستة قتلوا في اللاذقية وريفها بعيدا عن ساحات القتال والمواجهات، في استمرار لحالة الفلتان الأمني تشهدها المنطقة.
مشاهد قتل
على مفرق القرداحة قتلت شقيقتان وأصيب طفلان لإحداهن من عائلة تسكن مدينة جبلة، حيث صدمتهم سيارة سوداء اللون، وولت هاربة، وعلى المفرق ذاته قتل "علي بوبو" من قرية تتبع لمدينة القرداحة داخل سيارته من نوع مرسسيدس "اس300" بعدة رصاصات اخترقت صدره ورأسه.
إقرأ: التنظيمات الإرهابية فرضت على المجتمع السوري لتدمير ثورته
كما وجدت جثة لشابة عشرينية على مدخل قرية "فدره" التابعة لناحية البهلولية، وفي اليوم ذاته قتل شاب من آل نعيسة على طريق الشاطئ الأزرق "وهو من أبناء الطائفة المرشدية" برصاص سائق سيارة رباعية الدفع لا تحمل لوحات مرورية.
وفي نهاية الشهر الماضي قتل عنصران من ميليشيا الدفاع الوطني خلال اشتباك بين أفرادها إثر خلاف نشب على اقتسام المسروقات في قرية "السامية" التابعة لمنطقة الحفة.
وارتفع عدد القتلى في الساحل السوري إلى تسعة عقب سقوط ثلاثة أشخاص بانفجار صهريج لنقل المازوت في طرطوس أدخلوه تهريبا من معبر العريضة الحدودي الأسبوع الماضي حينما كانوا يعملون على إصلاحه، حيث داهمتهم دورية للأمن العسكري وأطلقت النار عليهم مما تسبب بانفجار الصهريج ومقتل المهربين الثلاثة.
فوق القانون
ولا يبدو سكان الساحل السوري متفائلين بإمكانية الوصول إلى مرتكبي هذه الجرائم وإحالتهم إلى القضاء، بعد أن سُجلت عشرات القضايا المشابهة "ضد مجهول" رغم أنهم يعلمون بأن القتلة معروفون، وهم غالبا من جماعات الشبيحة المسلحة، حسب معلومات متطابقة.
فيما يخص مقتل السيدتين بحادث السيارة أشار مراسل شبكة إعلام اللاذقية "محمد الساحلي" إلى أن موالين للنظام ألمحوا على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي إلى احتمال القتل العمد بسبب ما وصفوه انتماء أحد أفراد عائلة الضحايا إلى الجيش الحر في ريف اللاذقية، فقد كتبت "نسرين الأسد" على صفحتها "أظن أن للفاعل شهداء سقطوا بمعارك ريف اللاذقية أراد الانتقام لهم .. إلى جهنم".
وفي حديث لأخبار الآن، مصدر في قيادة شرطة اللاذقية طلب عدم الكشف عن اسمه، أشار إلى أن معظم حوادث القتل التي تقع في الساحل وفي اللاذقية خصوصا تسجل "ضد مجهول" دون تحقيق جدي وذلك بسبب قناعة جهاز الشرطة بأن القتلة إما ينتمون لمجموعات التشبيح والدفاع الوطني أو لعناصر اغتيال سرية تتولى توجيهها فروع الأمن، وهؤلاء فوق القانون وأقوى منه.
فلتان يتصاعد
ومما يؤكد ما ذهب إليه مصدرنا أن حوادث قتل واختطاف وسرقة جرت تحت أنظار عناصر الأمن، وجرى إطلاق سراح مخطوفين بدفع فدية توسّط فيها ضباط بالأمن.
وأبرز هذه الحوادث حادثتان، الأولى، اختطاف الصبية "رهف أنجرو" قبل نهاية العام الماضي وسط أكبر ساحات اللاذقية "الشيخ ضاهر" حيث يتموضع أكبر حاجز مشترك بين الأمن والميليشيات المسلحة، والثانية، اختطاف أستاذين جامعيين وطبيب مطلع العام الحالي، توسّط في إطلاق سراحهما ضابط برتبة عميد من فرع الأمن العسكري باللاذقية بعد أن دفع ذوو المخطوفين 35 مليون ليرة سورية سلّمها الضابط للخاطفين.
رعب الأهالي
هذا الحال خلق حالة من الرعب بين سكان الساحل السوري، انعكست على تصرفاتهم اليومية، فزاد غالبيتهم حرصه على عدم ترك المنازل فارغة، كما امتنع كثيرون عن التنقل ليلا لاسيما في القرى وأطراف المدن.
وفي ظل عجز الأجهزة المختصة عن إعادة الأمان (أو امتناعها عن ذلك) عمدت شبكات إعلام موالية للنظام لنشر تحذيرات للموطنين من خدع تلجأ إليها العصابات للإيقاع بهم، مثل وضع عربة طفل على حافة الطريق تضع فيها لعبة لدفع أصحاب السيارات للتوقف واستطلاع الأمر، وهنا يتعرضون للاختطاف والسرقة من أفراد العصابات الكامنين قريبا من العربة.
ونبهت صفحة "أخبار البهلولية" السائقين إلى عدم استخدام ماسحات الزجاج أو رش المياه عند رمي سياراتهم بالبيض لأنه يتحول إلى ما يشبه الحليب يحجب الرؤية فيضطر للتوقف ليقع فريسة بين أيدي العصابة الكامنة التي تستخدم هذا الأسلوب.
أحصت شبكة إعلام اللاذقية "شال" مقتل 216 مدنيا واختطاف ضعف هذا العدد، أما حوادث السرقة فقد تجاوزت الألف في مدينة اللاذقية وحدها عام 2016، وأكدت الشبكة أن هذا الرقم هو ضعف ما تم تسجيله بشكل تقريبي العام 2015، مما يؤشر على التصاعد المضطرد في حالة الفلتان الأمني وتراجع دور أجهزة السلطة لصالح الميليشيات المسلحة.
إقرأ أيضاً:
واشنطن تدعو إلى طرد إيران من سوريا
الأمم المتحدة تعمل إنشاء بنك معلومات لرصد جرائم الحرب في سوريا