أخبار الآن | دمشق – سوريا (زياد المبارك)
على وقع الضربة الأمريكية لمطار الشعيرات يوم الجمعة، وترافقا مع قرار صادر من وزير دفاع النظام السوري يقضي بإلغاء تأجيلات "الخدمة الإلزامية" لطلاب دبلوم التأهيل التربوي في الجامعات السورية؛ بدأت قوات النظام بحملة منظمة من المداهمات منذ صباح يوم السبت الثامن من إبريل/ نيسان، تستهدف اعتقال وسوق الشباب إلى خدمة "التجنيد الإلزامي" و"خدمة الاحتياط" في صفوف النظام.
تركزت تلك الحملة في مناطق وأحياء جنوب العاصمة، وبشكل خاص أحياء "الصناعة" و"الزاهرة" و"باب مصلى" و"الميدان" و"نهر عيشة".
وحسب ناشطين في تلك الأحياء، فإن عناصر تابعة لـ "فرع فلسطين" قامت منذ الصباح بتطويق أكثر من حي، كان أشدها في حي الصناعة؛ الذي شهد ارتباكا كبيرا لدى الأهالي وهم يرون أبنائهم "يُجّرون" من قبل تلك العناصر ويوضعون في حافلات لتوزيعهم على مراكز تدريب لأيام معدودة ثم إرسالهم إلى جبهات القتال الساخنة كمقدمة لموتهم المحتوم.
"عبير" ناشطة في "حي الصناعة" تحدثت لأخبار الآن عن استيقاظ الأهالي اليوم السبت "وهو يوم عطلة رسمية" على أصوات الحافلات العسكرية وصوت السلاح والصراخ قبل أن يكتشفوا أن الأمر يتعلق بسحب أولادهم إلى جبهات الموت الإجبارية.
وتضيف عبير أن الأهالي لم يكن لديهم أي ردة فعل تعترض على هذا الفعل، فأي اعتراض سوف يجابه بالعنف وسوف يتهم صاحبه بالإرهاب والتقاعس عن "خدمة الوطن"، لاسيما مع تزامن هذه المداهمات مع الضربة الأمريكية التي استهدفت مطار الشعيرات العسكري.
وفي منطقة "باب مصلى" الملاصقة لحي الصناعة، أفاد أكثر من ناشط عن اشتراك عناصر من فرع "الأمن الجنائي" الشهير في المنطقة بالحملة، معتقلا مجموعة من الشباب هناك.
ويبدو من قراءة هذه الحملة، استهداف النظام للشباب في المناطق التي عُرف شبابها بالانضمام للحراك الثوري عام 2011، فمن لم يعتقل أو يقتل سوف يموت الآن باسم "خدمة الوطن".
هذا ومن المتوقع أن تستكمل عملية المداهمات والاعتقالات بهدف التجنيد الإزامي والاحتياطي لتشمل أحياء دمشق كافة، لاسيما مع ورود أنباء عن حملات دهم مشابهة في أحياء ركن الدين وبرزة.
يأتي هذا في وقت يسابق فيه الشباب الوقت كي ينجوا بحياتهم من هذه الحملات بعد صدور قرار تم تعميمه من قبل "مديرية التجنيد" يوم 26 مارس/ آذار الماضي، بإيقاف تأجيل كافة طلاب "دبلوم التأهيل التربوي"، ومنع كافة التأجيلات السابقة المقدمة من قبل هؤلاء الطلاب ممن يداومون في الجامعات.
إقرأ أيضاً