أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (وكالات)
لم تشهد آثار العراق تدميرا ونهبا على هذا المستوى من قبل داعش منذ غزو التتار، حيث خلف مسلحو تنظيم داعش المتطرف خسائر لا يمكن تعويضها في الآثار العراقية ولم تسلم من حملتهم حتى الآثار الإسلامية، فدمروا مساجد ومراقد على غرار مقام النبي يونس في الموصل.
لم يكتف تنظيم داعش بلهجوم على البشر نحرًا وحرقًا وصلبًا وجلدًا ورجمًا، بل امتدت سلسلة هجماته لتطال الجماد أيضا.
حيث دمر أفراد التنظيم إبان احتلاله للكثير من المناطق في العراق، دمر مجموعة لا تقدر بثمن من التماثيل والمنحوتات من العصر الآشوري القديم، فيما وصف بأنه ضرر لا يمكن حصره بجزء من التراث الإنساني.
وربما هذا الشريط المصور الذي نشرته وكالة أعماق التابعة للتنظيم في السادس والعشرين من فبراير سنة 2015، لم ولن يمحى من ذاكرة العراق، حينما أقدم أفراد التنظيم على تحطيم تماثيل وآثار يعود تاريخها إلى آلاف السنين، مستخدمين مطرقات وآلات ثقب كهربائية، في مدينة الموصل العراقية.
أبرز الآثار التي دمرها داعش، هي المدينة الأثرية الآشورية الواقعة جنوب شرق الموصل والتي تعرف باسم كلحو، وبحسب الحكومة العراقية فقد تعرضت المدينة للتجريف من قبل التنظيم باستخدام جرافات وآليات، فيما اعتبرته اليونيسكو جريمة حرب.
متحف الموصل هو ثاني أهم المتاحف بعد المتحف الوطني في بغداد، حطم أفراد التنظيم نحو 90 قطعة وتمثالا بداخله، مدرجة على لائحة التراث العالمي.
في الموصل أيضا وفي الرابع والعشرين من يوليو سنة 2015، دمر أفراد التنظيم مرقد النبي يونس، وهو من الأبرز في الموصل، وقام المتطرفون بتفخيخ المرقد ونسفه بالكامل أمام جمع من الناس.
كما أُحرِقت الآلاف من الكتب والمخطوطات النادرة في مكتبة الموصل، ووصفت "اليونيسكو" حرق الكتب كمرحلة جديدة في عملية تطهير ثقافي يقوم بها التنظيم.
وكانت هناك جهود شعبية بذلها مواطنون عراقيون عن طريق شراء العديد من الآثار المسروقة وإعادتها للمتحف العراقي.
لكن ملف استعادة الآثار يبقى شائكا، إذ أن من ضمن المسروقات كانت هناك سجلات توثق مواصفات القطع وتاريخها وأسمائها، وبفقدانها تضيع إمكانية حصر ومعرفة ماهيتها، فيصبح من الصعب المطالبة بها كاملة.
معنا من بغداد خبير الآثار والمؤرخ العراقي الدكتور علي النشمي
اقرأ أيضا:
مقتل المفتي العام لتنظيم داعش في محافظة كركوك