أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة – (زكريا نعساني)
تزداد التصدعات الحاصلة بين تنظيم القاعدة وفرعِه في سوريا اتساعا يوما بعد يوم، فبعد ردِ كبير شرعيي هيئة تحرير الشام النصرة سابقا عبدالرحيم عطون على كلمة الظواهري وفضحِه خفايا ما كان يدور في اروقة التنظيم ، عاد عطون يوم امس لاستكمال ردوده على زعيم التنظيم وتفنيد ما تبقى من الكلمة التي اتـَهم فيها الظواهري جبهة النصرة والجولاني بنكث العهد .
لاتزال الكلمة الاخيرة لزعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري تزيد من حجم التصدع الذي يشهده التنظيم وخاصة بين القيادة وفرعه في سوريا، فكلمة الظواهري التي اتهمت هيئة تحرير الشام بنكث العهود كان لها أثرا كبيرا استدعى من قادة الهيئة ردودا عنيفة فضحوا فيها ما كان يجري خلال السنوات الثلاث الماضية
عبد الرحيم عطون وهو أحد أبرز شرعيي هيئة تحرير الشام عاد إلى تليغرام ليكمل ما بدأ به في فضح الصدع الحاصل مؤخرا والتخبط الكبير بين صفوف التنظيم
العطون فضح اساس العلاقة بين التنظيمين قائلا إنّ "جبهة النصرة" لم تعقد بيعة للقاعدة بل جدّدتها بناء على تبعيتها السابقة لتنظيم "داعش
واعتبر عطون ان من يسعى لهدم الهيئة باسم الوفاء للقاعدة يفعل ذلك تنفيسًا لأزماته النفسية وهو ما دفع النصرة لاعتقال بعض القادة الرافضين لفك الارتباط على اعتبار ان هؤلاء يسعون جاهدين لشق الصف باسم القاعدة على حد قوله
كما نوه عطون، الملقب بـ"أبو عبد الله الشامي"، إلى أن تلك الفترة شهدت غيابا تاما للتواصل من قبل الظواهري، استمرت لأكثر من عام.
موضحا في الوقت ذاته أن رسائل الظواهري التي أرسلها للنصرة لا تواكب الاحدث، ضاربا مثلا على ذلك انه لم يصل التفصيل عن خطوة تبديل اسم النصرة إلى فتح الشام إلا بعد المشروع بشهور
وليس هذا فحسب بل قال العطون ان آلية التواصل مع الظواهري سببت مشكلات لدى قادة "النصرة"،فانه وبإحدى الرسائل من الظواهري للجولاني اطلع عليها "أبو جليبيب" قبل الجولاني نفسه.
عطون ايضا فجر فضيحة جديدة حين قال ان قيادياً بارزاً بالقاعدة في إيران، "كان ينقل فكرة خاطئة للظواهري عن فك ارتباط جبهة النصرة بتنظيمه، وذلك بناء على معلومات استقاها القيادي من التيار الرافض لفك الارتباط".
وبشان الاقتتال مع داعش فقد هاجم العطون الظواهري قائلا انه في الوقت الذي تقاتل به النصرة داعش في سوريا كان الظواهري يامر اتباع القاعدة بعدم الانصياع لأوامر الجولاني اذا طلب منهم الاقتتال مع داعش, بل زاد العطون على ذلك بالقول ان بعض فروع القاعدة كانت تراهم إخوة، إلا انه وحين وصل ما وصفه بسرطان الخوارج إلى مناطق بعض أفرع القاعدة وإلى أفغانستان بدأ الظواهري واتباعه بفضحهم إعلاميًا.
وانتقد العطون حديث الظواهري الذي تحدث عن ارتباط القاعدة بطالبان حين أوجب الاخير على كل الفروع بيعتها فقال عطون ان التنظيم في سوريا لا يلزمه من الناحية الشرعية بيعتها وهي في افغانستان ولها مشروعها الخاص
تداعيات رسالة الظواهري الأخيرة لن تتوقف عند هذا الحد بحسب خبراء الجماعات المتشددة فما تقوم به هيئة تحرير الشام من اعتقال وقتل للقيادات الرافضة لفك الارتباط سياخذ منحى أكثر حدة وقد يتطور إلى صراع دام تماما كما حصل حين انشق داعش عن القاعدة واعلن دولته التي انهارت بعد ثلاث سنوات من تأسيسها.