أخبار الآن | درعا – سوريا (اسماعيل الكركي)
يثير الحديث عن ظاهرة انتشار الحبوب المخدرة في الجنوب السوري عموما، ومحافظة درعا خصوصا تساؤلات كثيرة حول كيفية إدخالها وترويجها في المناطق المحررة خلال فترة زمنية قياسية، فلم تعد هذه الظاهرة مجرد تجارة سرية، بل باتت وسيلة حرب منظمة تنتهجها إدارة قوات النظام ومليشيات حزب الله لإفساد الشباب في المناطق المحررة.
كيفة انتشار تلك المواد ومواجهة خطرها
ومن خلال البحث في مصدر هذه المواد وطريقة إدخالها إلى المناطق المحررة ذكرت عدة مصادر متقاطعة لمراسل "أخبار الآن" أنها تصل للمنطقة الجنوبية عبر شبكة يرعاها "حزب الله" اللبناني بالتواطؤ مع العميد "وفيق الناصر" رئيس فرع الأمن العسكري في محافظة السويداء، حيث تعمل ميليشيا "حزب الله" على تأمين نقلها من مصدرين رئيسين هما الساحل السوري والحدود السورية اللبنانية، ثم يتخذ من محافظة السويداء مركزا لتخزينها ثم ترويجها عبر مهربين يدخلونها إلى درعا والأردن.
وفي ظل انتشار تلك المواد في المناطق المحررة عمدت الفصائل الثورية بالتعاون مع محكمة "دار العدل" إلى ملاحقة مروجيها، حيث تم اعتقال عدد من عناصر شبكات الترويج في مدينة "بصرى الشام" وبلدة "مزيريب" منذ فترة قريبة .
السيد "متمرد المقداد" عضو المكتب الإعلامي لقوات "شباب السنة" العاملة في مدينة "بصرى الشام" بريف درعا الشرقي قال لأخبار الآن أنهم أعتقلوا نهاية كانون الأول من العام 2016 شبكة مروّجي المخدرات في المدينة، حيث ضبط في موقعهم كميات كبيرة وأنواع مختلفة من الحبوب المخدرة والحشيشة، وتم تسليمهم للمحكمة بعد إتلاف ما وجد بحوزتهم.
وأردف "المقداد" أن كبار تجار المخدرات في الجنوب السوري يشترون تلك المواد من "حزب الله" ويوكلون مهمة تهريبها لعملاء ينقلونها من قرى ومدن محافظة "السويداء" باتجاه المناطق المحررة.
بدوره أكد الشيخ "عصمت العبسي" رئيس محكمة "دار العدل" أن حزب الله هو المسؤول الرئيسي عن انتشار هذه الظاهرة من خلال اعترافات عدد من المتورّطين بعد اعتقالهم من قبل المحكمة، حيث يتم بيعها بأسعار منخفضة لتكون في متناول جميع الشباب المتعاطين، وأن ملاحقة شبكات الترويج مستمرة نافيا أن تكون قرارات العفو التي تصدر عن المحكمة قد شملتهم.
دور الفعاليات المدنية والمراكز الصحية
نبهت الهيئات المدنية في المناطق المحررة إلى ضرورة مواجهة هذه الظاهرة من خلال عقد الندوات الطبية ونشر الحملات الإعلامية وتوجيه خطباء المساجد للحديث عن مخاطرها.
الدكتور "مراد هلال" رئيس المكتب الطبي في "مجلس محافظة درعا الحرة" قال لمراسل أخبار الآن أنهم يقومون بالتعاون مع مديرية الصحة بتوزيع نشرات توعية وعقد ندوات أسبوعية لتنبيه الأهالي من خطر المخدرات وآثارها السلبية على أبناءهم.
وأشار "هلال" إلى دور المؤسسات الإعلامية وخطباء المساجد في توجيه رسائل تحذيرية للأهالي لمتابعة الحالة الصحية لأبناءهم في حال ثبت تعاطيهم لتلك المواد، وأنهم بصدد إنشاء مراكز صحية لإحتواء حالات الإدمان التي يتم اكتشافها.
تستمر محاولات إدارة المنطقة الجنوبية لاختراق المناطق المحررة من خلال نشر الفساد عبر العملاء والمنتفعين، وذلك بعد فشلها في إحراز تقدم كبير على الصعيد العسكري، بينما تسعى المؤسسات الثورية للوقوف في وجه تلك الممارسات والحد من انتشارها.