أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (نضال عمرية)
سوريا وقصة جحيم الحافلات الخضراءباتت الحافلات الخضراء في الثورة السورية أيقونة التهجير الذي يلي كل هدنة , نظام الاسد استخدامها لتهجير وتفريغ بلدات واحياء مختلفة في سوريا.
الطبيعة النظيفة والسلام والتجدد والخصوبة , جميعها معان ارتبطت باللون الاخضر في سلم الالوان , اليوم وبعد ست سنوات على انطلاق الثورة السورية الامر اختلف كليا , اللون الاخضر تحول الى نذير شؤوم واستبداد في مدن سورية شتى, كيف لا وقد ارتبط بشكل وثيق بجحافل لحافلات خضراء استخدمها نظام الاسد في تهجير اهل البلاد قسرا الى مصير مجهول لا يعرفوه ولم يختاروه ولم يشاركوا في رسم معالمه.
الحافلات الخضراء او بالاحرى باصات التغيير الديمغرافي كما يحلو للسوريين تسميتها كانت معلما بارزا في الحرب التي يديرها نظام الاسد وحاشيته ضد الشعب السوري فقد دأب النظام في استخدامها لتهجير وتفريغ بلدات واحياء مختلفة او بعبارة ادق , مدن كاملة , بعد حصار طويل تحت وطاة القصف الشرس.
النظام في سوريا شرع في استخدام تلك الحافلات لنقل ميليشيات مدججة بالسلاح وما يعرف بالشبيحة لضرب واعتقال المتظاهرين في اعقاب اندلاع الثورة السورية , لتتحول بعدها الى مراكز تعذيب مؤقتة ومتنقلة الى حين الوصول الى سجون الموت البشرية كما استخدامها ايضا لنقل عناصر منضويين في تنظيمات ارهابية الى مناطق أخرى وفق ما تقضيه مصلحته
تلك الحافلات التي نقلت سابقاً السوريين إلى مدارسهم واماكن عملهم تغير اليوم مسلكها وعملها فأدارت عجلاتها لتتجه صوب عديد من المدن والقرى السورية بهدف الترحيل ,أبرزها حمص القديمة وبلدات مضايا والزبداني ,ثم معضمية الشام وخان الشيخ وداريا في ريف دمشق ومناطق اخرى كثيرة .
مشهد الحافلات الخضراء رغم صغر وضآلة حجمها الا انه يحوي بين طياته الكثير والكثير، فهو عظيم في أثره، مؤلم في وقعه، ولن يمحى بسهولة من ذاكرة السوريين, كثير منهم اعتبروه سلاحا يفوق في خطورته الاسلحة التقليدية فهو دلالة على تغيير هوية سوريا، وحاضرها، ومستقبلها.
كل شيء تغير , الحافلات التي كانت رمزا للفرح والبهجة سابقا باتت اليوم مشهدا مرعبا يرمز للتطهير العرقي المواطن السوري المسكين اضحى امام خياريين احلاهما مر , اما ان تترك ارضك ووطنك وتصعد الى حافلة خضراء او تكون جثة هامدة على طريق جرافة صفراء.
اقرأ أيضا:
وزير الدفاع الفرنسي يعلن أن معركة الرقة في سوريا ستبدأ في الأيام المقبلة