أخبار الآن | دمشق – سوريا (قيس الدمشقي)
اعترف رئيس النظام في سوريا بشار الأسد ولأول مرة أن طائرات قواته الحربية شنت غارة جوية على مدينة خان شيخون في اليوم ذاته الذي وقعت فيه مجزرة الهجوم الكيماوي بغاز السارين.
وقد حاول الأسد اللعب بالكلمات خلال لقائه مع وكالتين روسيتين في دمشق حين قال بأن الهجوم الذي نفذه جيشه تم في تمام الساعة الحادية عشر والنصف صباحا، ولا يدري إن كان الموقع المستهدف يحتوي غازات سامة ومواد كيماوية أم لا.
كما قال رئيس النظام إن ساعة تنفيذ الهجوم كانت في الساعة السادسة صباحا، نافيا وجود أي عملية لقواته في هذا التوقيت هناك.
ووجه بشار الاسد كعادته عند كل مجزرة اتهامات إلى المعارضة بفبركة هذه القصة لإدانة نظامه، وشكك بوجود هجوم بالغاز خاصة وأنه لم تتم عملية إخلاء المدينة بشكل كامل مع وجود سلاح دمار شامل فيها مثل غاز السارين على حد وصفه.
إقرأ: النتائج تؤكد إستخدام غاز السارين في الهجوم على خان شيخون السورية
وكرر الاسد خلال المقابلة أكثر من مرة أن هناك احتمالين لا ثالث لهما لهجوم خان شيخون، فإما أن يكون قد وقع تزامنا مع الغارة الجوية التي نفذتها قواته على المستودع الذي يحتوي غاز السارين، أو أن الأمر مفبرك ولم يكن هناك هجوم كيماوي من أصله وهو الأرجح بحسب كلام الأسد.
وحول الضربة الأمريكية لمطار الشعيرات ادعى رئيس النظام أن الهجوم معد سلفا ولم يكن ردا على مجزرة خان شيخون، متهما أمريكا بعدم السعي إلى إجراء تحقيق أو الاستماع إلى الروايات الأخرى لأنها كانت تريد شن الهجوم فقط.
ويعتبر كلام الأسد انقلابا في رواية النظام بجزئها الأهم الذي كان يركز فيه على نفي شنه أي غارة أو قصف على خان شيخون في ذلك اليوم، ليعود الأسد ويتبنى الرواية الروسية التي قالها فلاديمير بوتين خلال تعليقه على الموضوع أكثر من مرة بأن النظام قصف مستودعا يحتوي غاز السارين، وذلك مؤشر واضح على التنسيق المشترك بين الحليفين في توحيد رواية وتفسير ماجرى، خاصة وأن الروس قد أبلغوا الاسد وجود ادلة دامغة لدى الإدارة الأمريكية وجميع القوى العاملة فوق السماء السورية ومحيطها استنادا إلى صور الأقمار الصناعية وما رصدته أجهزة الرادار وتوثيق حركة الطيران بدقة، بأن الطيران الحربي للنظام قد قام بغارة جوية انطلاقا من مطار الشعيرات بالفعل.
كما أن هذا التنسيق يأتي استباقا لأي تحقيق محتمل من قبل الأمم المتحدة قد يحمل مفاجآت غير سارة للنظام.
ولعل ترتيب المقابلة السريعة مع وكالتي انباء روسيتين بحجم نوفستي وسبوتنيك على عجل يعطي دليلا إضافيا على أن بشار الاسد تلقى تعليمات من موسكو لتمرير هذه العبارات، خاصة وأن الوكالتين كانا التقتا بالأسد مع مجموعة من وسائل الإعلام الروسية قبل أشهر قليلة في دمشق.
إقرأ أيضاً:
أهالي خان شيخون يتركون مدينتهم.. أملاً بالحياة وهرباً من بطش النظام وروسيا
إيرولت يؤكد أن فرنسا ستقدم الدليل على مسؤولية الأسد عن الكيميائي