أخبار الآن | درعا – سوريا (محمد الحوراني)
بعد عن عجز نظام الأسد وحلفائه على استرداد أحد المعابر الحدودية مع المملكة الأردنية يعمل على بناء معبر تجاري بين العاصمة دمشق ومحافظة درعا في منطقة "خربة غزالة" التي يسيطر عليها منذ منتصف "2013" وطرد سكانها منها.
تأتي هذه الخطوة بعد فشل النظام بالوصول إلى معبر "درعا القديم" مع الأردن الذي يمر من حي المنشية وسط درعا البلد الذي يشهد اشتباكات منذ أشهر بين فصائل المعارضة وقوات النظام وتمكنت المعارضة من إفشال مخطط النظام والسيطرة على أجزاء واسعة في المنشية وتحطيم أحلام النظام بالوصول الى المعبر الحدودي.
وقد أوضح رئيس المجلس المحلي لمهجري خربة غزالة معتصم جروان لأخبار الآن "نظام الأسد منذ قرابة الشهر يقوم بتجهيز مساحة ثلاثين دونماً في بلدة خربة غزالة على الأوتوستراد الدولي دمشق عمان ووضع غرف مسبقة الصنع ليجعلها مكاتب لموظفي التخليص الجمركي لفرض مبالغ مالية على السلع التي ينقلها التجار من وإلى دمشق، عن طريق منفذين رئيسين الأول من جهة ريف درعا الشرقي من " الغرية الغربية" والثاني من جهة الريف الغربي من "داعل".
تفاجئ الناس من وجود هذه المكاتب خلال مرورهم من المنطقة حيث كان المتعارف عليه سابقاً تفتيش الشخصي والتدقيق بالهويات الشخصية وما جرى هذه المرة هو إحصاء البضائع المحملة وتسجليها في صك مقابل مبلغ مالياً للسماح بعبورها إلى الجانب الأخر.
بدورها أعلنت فصائل عسكرية تتبع للجبهة الجنوبية استنكارها لوجود هذا المعبر واعتبرت قوات شباب السنة التابعة للجيش الحر ان منطقة خربة غزالة هي منطقة عسكرية وسيتم استهدافها بالمدفعية وذكرت في بيان لها:
" بعد إقرار النظام إفتتاح جمرك للبضائع في مدينة "خربة غزالة" الخاضعة لسيطرته وفرض الضرائب والرسوم عليها.. ولما لهذا الأمر من إضرار بالمصلحة العامة لأهلنا في المناطق المحررة من شأنه رفع أسعار البضائع والمواد الغذائية في ظل ارتفاعها الباهظ. نعلن نحن قوات شباب السنة خربة غزالة والحاجز الجنوبي فيها منطقة عسكرية بالكامل.. ونحذر المدنيين والتجار من الاقتراب منها أو المعبر المزعوم أو التعامل مع النظام ودفع أي مبالغ له ستكون بمثابة خيانة لدماء شهدائنا الأكارم. "
وقال رئيس محكمة دار العدل الشيخ عصمت العبسي لأخبار الآن "إن الثورة التي أنهت عامها السادس أدخلت النظام في ضائقة اقتصادية أضيق من خرم الإبرة، لذا سعى مع بداية 2017 لإيجاد بدائل مالية تسانده على الأقل في دفع رواتب المليشيات الأجنبية التي استقدمها إلى سوريا، وكان منها دفع مبالغ باهظة للحصول على جواز سوري لا قيمة له أصلا بين دول العالم.
وأضاف العبسي أن" هناك اجتماعات مكثفة مع الفصائل العسكرية ومجلس المحافظة لإيجاد طريقة لحرمان النظام من تلك الأموال الطائلة التي يسلبها على المعبر دون الإضرار بمصالح المدنيين أو إراقة لدماء الأبرياء الموقوفين على أبواب المعبر."
المعابر الجمركية عادة ما تقام على الحدود المنصوص عليها في الدستور مع الدول المجاورة، ولكن واضح أن النظام بات يطبق المقترح الروسي في تقسيم سوريا إلى دويلات متحاربة فيما بينها وبناء معابر تجارية لاستغلال التجار والناس لكسب المال بعد ست سنوات من الحرب الدائرة في سوريا وانهيار اقتصاد النظام السوري.
كما يخشى المواطنين السورين من ارتفاع أسعار السلع الغذائية بعد فرض النظام السوري الإتاوات "على البضائع القادمة إلى مناطقهم بالرغم من شحها في ظل الحصار المطبق على المناطق الخارجة عن سيطرة النظام".
اقرأ ايضا:
اشتباكات شمال غرب سوريا بعد ساعات من اتفاق تخفيف التوتر
واشنطن ترحب بحذر بالاتفاق الروسي التركي حول سوريا
الهيئة العليا للمفاوضات تعرب عن قلقها حيال إقامة مناطق تخفيف التصعيد في سوريا