أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة ( بلال الفارس)
اكتسبت معركة تحرير الموصل أهمية كبيرة بالنسبة لمختلف الأطراف العراقية والإقليمية والدولية المهتمة بالأمر، لأن إنجاز هذه المهمة يعني لهم إعادة سيطرة الدولة العراقية على ما تبقى من الأراضي التي احتلها "داعش" والقضاء على آخر معاقله وإسقاطه عملياً في الساحة العراقية.
لعل أهم ما يمكن أن يظهر في الموصل من تحديات بعد التحرير، يتمثل في أنه:
قد تبرز صعوبات في مسألة إدارة المحافظة نتيجة لما قد يتصاعد من خلافات بينية قومية وطائفية بسبب التنوع العرقي والإثني في هذه المحافظة التي يتوزع سكانها من الناحية القومية بين عرب وأكراد وتركمان وآشوريين وشبك. ومن الناحية الدينية تتوزع بين مسلمين "سنة وشيعة" ومسيحيين وإيزيديين، لاسيما في ظل هذه المرحلة التي أصبح فيها لمختلف الجماعات العرقية والإثنية فصائل مسلحة خاصة بها.
يتوقع تفاقم مشكلة "المناطق المتنازع عليها" بين العرب والأكراد، وهي مناطق مختلطة السكان يسعى كلا الطرفين إلى السيطرة عليها، حيث فرضت قوات البيشمركة سيطرتها على العديد منها أثناء الأزمة الأمنية الأخيرة، ما يعني أنها أصبحت مشاكل مؤجلة تنتظر الانفجار.
يُشكل موضوع "إعادة الإعمار" في المناطق المحررة ملفاً شائكاً ومعقداً في ظل تراجع أسعار النفط وكلفة الحرب التي تخوضها القوات العراقية لتحرير المناطق التي احتلها "داعش"، فضلاً عن مشاكل الفساد المالي والسياسي المستشرية.
يتطلب وضع ما بعد التحرير تقديم مساعدات إنسانية كبيرة وعاجلة للسكان ممن بقوا في المدينة وممن نزحوا منها.
يُشكل توفير الأمن وضمان عدم عودة النشاط لتنظيم "داعش" أو أي جماعات إرهابية أخرى إلى المناطق المحررة قضية ملحة تتطلب معالجات عسكرية وسياسية واقتصادية وثقافية وإعلامية تشترك فيها كافة الأطراف الحكومية والشعبية.
اقرأ ايضا:
ما هي وجهة القوات العراقية ضد داعش بعد الموصل؟
وقائع تؤكد قرب زوال داعش.. 50 جلدة لمن يتحدث عن موت البغدادي