أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (حنان ضاهر)
تتسابق أطراف الصراع في سوريا نحو دير الزور لتحرريها من تنظيم داعش .. النظام يقاتل باستماتة سعيا في التقدم .. بينما تنظيم داعش يدافع عن المدينة بصلابة.
من جهة أخرى تقاتل قوات سوريا الديمقراطية مدعومة من الولايات المتحدة لتحرير الأهالي من بطش التنظيم المستمر منذ سنة 2014.
عروس الفرات هي .. ودرة الشرق .. متزينة بضفتي نهر الفرات الذي يقسمها إلى قسمين، تلك هي دير الزور البوابة الشرقية إلى سوريا والتي باتت مؤخرا تترأس عناوين الأخبار بعد أن أهملت لسنوات عديدة قبل الثورة السورية.
فرغم مواردها الكثيرة إلا أنها عاشت ظروفًا اقتصادية قاسية وواقعًا معيشيًا مترديًا وعانى أهلها الفقر والإهمال خلال فترة حكم حزب البعث، لتزيد معاناتها بعد الثورة السورية مع دخول تنظيم داعش الذي احتل أجزاء واسعة منها في 2014.
وللمحافظة أهمية اقتصادية كبيرة جعلتها محط أنظار الطامعين بالاستيلاء عليها من أجل وضع يدهم على ثرواتها ومواردها.
فدير الزور تعد خزانًا للثروات الباطنية، إذ تحتوي على 40% من الثروة النفطية في سوريا، إضافة إلى وجود حقول للغاز الطبيعي أبرزها حقل التيم، الذي يبعد عن مركز المدينة حوالي ستة كيلومترات.
وبحسب تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان في 2014 بعنوان، "سلاح النفط في سوريا"، فإن عائدات هذه الحقول كانت تذهب إلى عائلة الأسد الحاكمة، ولم تكن تدخل في الموازنة العامة للدولة، وقد بلغت بحسب التقرير الإحصائي للطاقة العالمية الذي تصدره شركة بريطانية، قرابة 385 ألف برميل يوميًا في 2010.
وبعد اندلاع الثورة خرجت معظم الحقول النفطية عن سيطرة النظام، وتنازع عليها أطراف الصراع في البلاد قبل أن يحتلها تنظيم داعش بشكل كامل في 2014، وتصبح الممول الأضخم لعملياته، إذ أشارت تقارير اقتصادية أن التنظيم كان يربح ما لا يقل عن مليوني دولار يوميًا من بيع النفط لجهات عديدة منها النظام عن طريق وسطاء.
التسابق إلى المدينة يعزى إلى أهميتها الاقتصادية، إضافة إلى أسباب جيوسياسية تتعلق بكل طرف على حدة، فبالنسبة لروسيا والنظام تشكل دير الزور فرصة لتوسيع مساحة السيطرة على الأرض بشكل ينعكس على تقوية الموقف التفاوضي للنظام مع المعارضة، وفرض الحل الروسي المتضمن بقاء الأسد في المرحلة الانتقالية، إضافة إلى أهميتها الاقتصادية للنظام ولحليفه الروسي، الباحث عن عقود استثمار النفط والغاز السوري".
أما بالنسبة لإيران فتشكل المدينة طريقًا بديلًا عن معبر التنف الذي سيطرت عليه الولايات المتحدة، وذلك لتحقيق مشروعها الاستراتيجي بوصل طهران ببيروت عبر العراق وسوريا.
من عين عيسى مصطفى بالي مدير المركز الاعلامي لقوات سوريا الديمقراطية
إقرأ أيضاً: