أخبار الآن | دمشق – سوريا (يمنى الدمشقي)
في محاولة جديدة للتأكيد على ثوابت الثورة السورية، أطلق ناشطون سوريون حملة على مواقع التواصل الاجتماعي حملت عنوان #أنا_ضد_نظام الأسد وانتشرت بعدة لغات منها الانجليزية والألمانية والروسية والفرنسية، وأرفق الناشطون الهاشتاغ بالأسباب التي تدفعهم للاستمرار في حملتهم ضد النظام الديكتاتور مشيرين إلى انتهاكاته وجرائمه على صفحاتهم.
ولفت المشاركون في الحملة إلى أنهم يحاولون الحفاظ على النهج الذي سارت عليه الثورة منذ البداية رافضين حكم الأسد ومن يمارس الانتهاكات على أشكالها، مؤكدين أن الثورة السورية قامت على أسس وثوابت لن تحيد عنها، وتنوعت أشكال المشاركة في الحملة من كتابة مذكرات في سجون النظام إلى نشر قصص لاستبداد الأسد، أو صور يذكر فيها القائمون على الحملة الانتهاكات الممنهجة بحق الشعب كصور التهجير والمجازر، إلى جانب البوسترات المصورة التي صممت لهذه الحملة.
وفي حديث خاص لأخبار الآن مع عبد الرحمن حاج أحمد وهو ناشط من داخل سوريا ومطلق الحملة قال “إن الحملة جزء من مبادرة لتوحيد جميع الكيانات والأشخاص المختلفين بالآراء والمتفقين على إسقاط النظام”.
وحدد عبد الرحمن أن أهم أسباب انطلاق الحملة محاولة تمييع هدف إسقاط النظام والالتفاف على أهداف الثورة السورية بإسقاط نظام الإجرام وأركانه، إضافة إلى أنها موجهة للشعوب وأصحاب القرار الذين لهم يد في التدخلات في سوريا والأهم من ذلك أنها موجهة لكل ثائر داخل سوريا وخارجها.
واستخدم عبد الرحمن في الوسم الذي أطلقه سؤال “لماذا؟” أي لماذا أنت نظام الأسد وقال “نحن بذلك نذكر العالم بأن ثورتنا لم تقم من أجل أطماع سياسية أو لتقاسم السلطة مع النظام، فلكل منا ألف سبب عنده لإسقاط هذا النظام ابتداء من التهميش وسلب الحقوق وليس انتهاء بتسلط نظام الأسد وأجهزته على مقدرات الشعب السوري وقمع حريته”.
وغرد “هشام أبو جولان” على حسابه على التويتر “لأني مع الحرية، لأنه قتل شعبي، لأنه دمر بلدي، لأنه خان بلاده وباع نفسه للإيراني والجولاني، أنا ضد نظام الأسد”
بينما كتبت المعارضة سهير الأتاسي على حسابها على التويتر “لأننا نستحق الحرية والحياة بكرامة والاستقرار الحقيقي، أنا ضد نظام الأسد فالعالم ليس أحق من الشعب السوري في رفض حكم مجرمي الأسد”.
وكتبت المدونة إيناس عوض على صفحتها على الفيسبوك “لأن أهالي المعتقلين لا يعرفون عن أولادهم أية معلومة، لأنهم من اليأس صاروا يفتشون عن صورهم بين الصور المسربة لشهداء التعذيب، لأنه لا يوجد جحيم أكبر من ذلك أنا ضد نظام الأسد”.
وتتالت مع هذه المنشورات قصص لمعتقلين قضوا تحت التعذيب وأخرى لأشخاص زاروا أقاربهم في السجون ولم يتعرفوا على صورهم بسبب التعذيب الذي مورس عليهم، وسعى هؤلاء إلى التذكير بوحشية النظام مؤكدين أن كل ما يتم تداوله ليس بجديد عليه لكنهم يرفضون أي مبادرة دولية لا تقوم على إسقاطه مع رموزه بالكامل لأن الإجرام ليس حديث العهد عنده بل هو متأصل به.
أما الصحفي والمدون مازن حسون فنشر على صفحته على الفيسبوك صوراً تعود بالثورة السورية إلى الوراء مرفقة بعلم الثورة السورية ومؤكداً أن الثورة كانت هكذا وستبقى على هذه الخطى وكتب “هكذا بدأناها وعلى هذا النهج نسير، أما أنتم أيها المتسلقون على أكتافنا وجثث شهدائنا فأنتم لستم أكثر من كلمات دخيلة على صفحات الثورة السورية”.
بينما نشر آخرون صورة الطفل أكرم الساعور الذي قضى حرقاً في الغوطة الشرقية في ريف دمشق إثر غارة جوية استهدفت بلدته وأسفرت عن تفحم جسده بالكامل، وكتبوا بجانبها من أجل هذا الطفل أنا ضد نظام الأسد.
أما الصحفي علي الإبراهيم فنشر فيديو يوثق الانتهاكات بحق الدفاع المدني والذي من المعروف أنه يقوم بعمله الإنساني بغض النظر عن الانتماء السياسي، ووثق الفيديو إصابة أفراد الدفاع المدني في ريف إدلب بغارات شنتها طائرات سورية روسية وأرفق بالفيديو هاشتاغ أنا ضد نظام الأسد.
أما الكاتبة ميسون قصاص فكتبت “أنا ضد نظام الأسد الذي اخترع داعش وأشباهها”.
ولم يقتصر الأمر على نشر صور المجازر بل حتى شارك القائمون على الحملة لحظاتهم الجميلة بهذه المناسبة إذ نشر حامد إمام صورة له مع شريكته وهما يرتديان علم الثورة وكتب “من أجل حرية شعبنا نحن نسير معاً، أنا ضد نظام الأسد”.
حقق الوسم انتشاراً واسعاً حتى الآن وشارك به العديد من الفنانين والسياسيين مثل مي سكاف، ويعتقد عبد الرحمن أن هذا الوسم قد يكون مختلفاً عن غيره على اعتبار هناك خطة مدروسة لاستمراره، معتبراً أن الوسم شحذ الهمم من جديد وأعاد ترتيب أولويات الثوار وأهدافهم وبمجرد أن تكون القوى السورية متفقة بكلمة وهدف فغندها بالتأكيد ستتمكن من تحقيق هذا الهدف.