أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (وكالات)
كشفت مصادر أمنية عن فقدان مقاتلي الجماعات الإرهابية في درنة الاتصال مع أبرز قادتهم، وسط تقدم الجيش الوطني الليبي في المدينة التي تسيطر عليها جماعات مسلحة شرق البلاد.
وقال ضابط في الاستخبارات العسكرية إنهم تكمنوا من تدمير جهاز رئيسي ومتقدم تقنيا للاتصالات والمراقبة والتجسس كان يخص المتطرفين في درنة.
وأضاف أن من بين القادة الذين انقطعت اتصالاتهم بباقي المجاميع المسلحة في درنة، ضابط مصري مفصول من الخدمة، وعلى علاقة بجماعات متشددة في سيناء ومدن مصرية أخرى، يعرف بلقب “المهاجر”، وجزائري يلقب بـ”الأفغاني”. وقال إن هذا الأخير “يعد الذراع اليمنى للجزائري مختار بلمختار”، أحد أكبر زعماء المتشددين في غرب أفريقيا.
وأدى هجوم الجيش على درنة إلى ارتباك في صفوف الجماعات المتشددة التي كانت تتمركز في الجبال والوديان المحيطة بالمدينة. ووفقاً لمصدر قريب من أوساط الجماعات المسلحة، فقد المتطرفون في درنة، وهم من جنسيات ليبية ومصرية وتونسية وجزائرية وغيرها، قنوات الاتصال مع قادتهم.
وذكر المصدر أسماء قياديين مصريين قال إنهم استوطنوا درنة خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، وترأسوا مجموعات مسلحة، ويعرفون بألقاب “خُضير” و”سعيد” و”العسال” و”عبد الحق” و”أبو فاطمة”. وقال إن معظمهم من تنظيم “أنصار بيت المقدس” الذي بايع “داعش” وغيّر اسمه إلى “ولاية سيناء”
.
وأضاف أن من بين القادة المختفين أيضاً شخصيات عربية جنسياتها غير معروفة. وذكر ألقاب عدد من هؤلاء من بينهم “أبو قتادة” و”الهواش”، إضافة إلى قيادي “مهم ومخضرم” يعرف في أوساط متشددي درنة بـ”جمال الدين”.
ويعتقد أن “المهاجر” أصيب في قصف سابق قام به الجيش على مواقع المتطرفين في درنة، ثم اختفى في المدينة، قبل إطباق الجيش الحصار عليها أخيراً، مثل قادة آخرين مصريين وتونسيين. ويعتقد أن معظم هؤلاء انتقلوا إلى مناطق صحراوية في الجنوب والغرب، ومنهم “خضير” الذي أوقف مع مجموعة مقاتلين قرب طرابلس.
وحصلت السلطات الليبية على معلومات وفيرة من “خضير” تتعلق بتحركات عدد من قادة المتطرفين في درنة. لكن يبدو أن غياب التعاون بين السلطات الأمنية في غرب البلاد وشرقها يعيق الاستفادة القصوى من هذه المعلومات. ويوجد مسؤولون حكوميون في طرابلس كانوا ينتمون فيما مضى إلى جماعات مصنفة لدى دول عدة بأنها “إرهابية”. ويعتقد أن بعضهم يقف وراء حملة ضد دخول الجيش درنة.
وحاول الجيش طوال أشهر إقناع قيادات بالمدينة بتدخله لفك الارتباط بين المسلحين المحليين والجماعات المتطرفة الأخرى، خصوصاً تلك التي تضم قياديين وعناصر من خارج ليبيا، إلا أن المفاوضات باءت بالفشل. ومع بدء العمليات العسكرية في المدينة، ارتفعت أصوات دولية تدعو إلى “إيصال المساعدات الإنسانية إلى درنة المحاصرة”. وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في ليبيا ماريا ريبيرو في بيان، إن “النقص في الأدوية والمستلزمات الطبية يتواصل ليصل إلى مستويات حرجة، وترد تقارير تفيد بنقص في الأغذية”.
اقرأ أيضا:
قرقاش: “الإمارات تعمل مع المجتمع الدولي لاستقرار ليبيا”