أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة
لأسرة متوسطة ماديا، ينتمي فيها الأب والأم إلى جيل المُعلمين بوزارة التربية والتعليم، نشأ هشام علي عشماوي مسعد إبراهيم، مواليد 1978، في أسرة يغلُب على طباعها النهج المحافظ في تربية أبنائهم كحال أغلب الأسر المصرية. لا تبدو محطات طفولة هشام عشماوي استثناءً عما يعيشه غيره، فهو طالب منتسب لمدرسة حكومية، تستهويه ممارسة كرة القدم التي يقضي فيها معظم أوقات فراغه سواء كمُمارس ومحترف لها أو مشجع لمعظم المباريات المحلية والعالمية التي تستهويه أداء بعض نجومها.
إقرأ أيضا: الولايات المتحدة تعين فرع القاعدة في مالي كمنظمة إرهابية
توسمت العائلة في نبوغ ابنها وقدراته البدنية العالية في الالتحاق بالكلية الحربية، لتتحقق هذه الرغبة بعدما اجتياز جميع الاختبارات، ويصير صاحب الثماني عشر عاما آنذاك طالبا لمدة أربعة سنوات في الكلية، اكتسب خلالها صداقات عديدة، قبل أن ينتقل لمرحلة جديدة من حياته وهي الالتحاق بوحدة الصاعقة في القوات الخاصة عقب تخرجه عام 1999 نظرا لقدراته العسكرية العالية، وفق ما ورد في موقع “أخبارك”.
سفره إلى أمريكا
أتاح تفوق عشماوي وإجادته في سنوات الكلية إرساله للحصول على دورات عسكرية في الولايات المتحدة، ليصير اسمه ملازما لشهادات تحكي عن التفوق العسكري منقطع النظير والذي تمثل في تصدره دوما فرقة الصاعقة الأساسية في الكلية الحربية وكذلك فرق التدريب الاحترافي في أمريكا.
كانت حياة عشماوي تسير عادية كأي شاب ناجح ومحافظ، تستعجله والدته دوما للزواج بعد تخرجه من الكلية، وتلح في طلبها حتى تعثر له على فتاة ملتزمة دينيا تُدرس في المرحلة الثانوية، ليتعرف عليها عشماوي، ويتزوجها بعد فترة قصيرة.
مضى عشماوي مواظبا في مسار حياته، حتى لوحظ عليه تشدده الديني في نطاق تعاملاته داخل عمله أو منزله، لتُحيله المخابرات الحربية إلى مهام إدارية في الجيش بناء على تحريات رصدت واقعة مشادة بينه وبين خطيب مسجد في معسكر تدريبي لأن الأخير أخطأ في ترتيل القرآن.
اقرأ أيضاً : الإرهابي هشام عشماوي بقبضة الامن الليبي
مرحلة التغير
لوحظ كذلك على عشماوي تغيرا في سلوكه اليومي، إذ بات صائما أغلب الأيام العادية، وكثرت انتقاداته لسياسات الحكومة المصرية داخل وحدته العسكرية.
لم يعبأ عشماوي بالنقل الإداري، ومضى في بث أفكار دينية متشددة لزملائه من خلال توزيع شيوخ السلفية على زملائه في الخدمة تروج للفكر المتطرف ، كما شوهد يتحدث مع عدد من المجندين في قضايا دينية ويطلب منهم عدم الانصياع لأوامر قادتهم، ليُحاكم عسكريا في 2012، وتقضى هيئة المحكمة بفصله.
حسب شهادة سعيد إسماعيل، وهو جندي خدم في مرحلة سابقة من حياته مع عشماوي، لوكالة “رويترز”: “فهشام كان يصحيني نصلي الفجر وكان يتحدث معنا عن ضرورة أن تكون لك شخصيتك وعدم تقبل المعلومات أو الأوامر دون أن تكون مقتنعا بها”.
وأضاف: “وفي يوم -حسبما يقول إسماعيل-” اتخانق ورفع صوته على اثنين من المجندين وقال لهما: أنتم لازم تتحركوا لنصرة دينكم.. لا تكونوا سلبيين، والنصرة لن تكون إلا بالقوة”.
اقرأ أيضاً : متهم بالتخطيط لمذابح واغتيالات.. من هو هشام عشماوي؟
الاستقطاب من الجيش
بدوره، يقول ياسر سعد، أحد القيادات السابقة لتنظيم الجهاد في تصريحات لـ “التحرير” إن التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها داعش، تسعى دومًا لاستقطاب عدد من ضباط الجيش والشرطة لصفوفها، موضحا أن هذه التنظيمات تستخدم هذه العناصر عبر الاستفادة منهم في الاختفاء عن أعين المؤسسات الأمنية وكيفية مراوغتها، وتدريب أعضائها على فنون القتال، والترويج لنفسها باعتبارها حاضنة لمثل هذه العناصر.
وأكد سعد أن الجماعة الإسلامية في مصر هي أول من بدأ استقطاب عناصر تتبع للجيش والشرطة حين نجح طارق الزمر، القيادي بالجماعة وقتها في ضم عبود الزمر، للتنظيم لكونه ضابط بالجيش واستخدمته الجماعة في قتل الرئيس محمد أنور السادات في حادثة المنصة.
بعد طرد عشماوي من المؤسسة العسكرية لانحراف سلوكه، قرر امتهان أعمال التجارة الحرة، التي لم يستمر فيها طويلاً، وانتقل بعدها للانخراط في التنظيمات المتطرفة، ويرتبط اسمه وأدواره في أكثر عمليات العنف المُسلح في مصر على مدار الخمسة أعوام الماضية كتنفيذه هجوما على كمين شرطي في منطقة الفرافرة على الحدود الغربية للبلاد، وقتل 21 جنديًا وذلك في 19 يوليو 2014.
وتأكد ضلوعه في حادثة الواحات الإرهابية، من خلال تنفيذ الهجوم على مأمورية من قوات الشرطة المصرية قُبيل مداهمة بؤرة مسلحة بمدينة الواحات، في 2 أكتوبر 2017، والتي بلغ عدد القتلى من قوات الشرطة نحو ستة عشر بحسب البيانات الرسمية، وكذلك تنفيذه مُحاولة اغتيال فاشلة لوزير الداخلية الأسبق محمد إبراهيم قرب منزله بمدينة نصر.
جماعة الشباب الصومالية تعد الأكثر فتكا في إفريقيا
تنظيم “المرابطين”
نشطت أدوار عشماوي كمسؤول عسكري في تنظيم “أنصار بيت المقدس”، قبل أن ينشق هو مجموعة من أعضائه الموالين له لخلاف فكري يتعلق برفض عشماوي مبايعة التنظيم لأبى بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش. أسس عشماوي بعد ذلك تنظيم “المرابطين” بعد فراره إلى ليبيا، ليتخذ التنظيم من مدينة درنة الليبية موقعا لقادته، ويُشكل عشماوي ثلاث مجموعات مُسلحة تكون مهامها تنفيذ عمليات إرهابية بين مصر وليبيا.
ندُر ظهور عشماوي إعلاميا، فهو لم يظهر في فيديوهات على مدار الخمس سنوات سوى في مقطعين، بث الأول هو مجموعته بعد انشقاقه عن “أنصار بيت المقدس”، كنى نفسه بـ أبو عمر المهاجر، وأعلن مسؤوليته عن عملية الفرافرة، والتي جرت في يوليو 2014، كأمير لجماعة جديدة حملت اسم المرابطين، والثاني طالب فيها جموع المسلمين أن تخوض معركة البيان كما تخوض معركة السنان، كما حرض ضد مصر والرئيس عبد الفتاح السيسي والقوات المسلحة، مدعيا أن القتال ضد الدولة فرض عين على كل مسلم.
من بنغازي عبر سكايب ينضم الينا مالك الشريف مدير الادارة العامة للاعلام الخارجي في الحكومة الليبية المؤقتة
مصدر الصورة: مواقع الكترونية
للمزيد: