أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (غرفة الاخبار)
لقد اوضحت موجة الإصدارات الاخیرة للظواھري مدى فشله كقائد للقاعدة بعد 7 سنوات، أین ھو خلاص تنظیم القاعدة؟
لقد تسلم الظواھري عباءة القاعدة بعد وفاة أسامة بن لادن في عام 2011 على مضض.
سوف یتذكر المراقبون أن تنظیم القاعدة إستغرق فترة زمنیة طویلة ومریبة لإعلان أن الظواھري سیكون القائد الجدید، و قد كان المحللون الخبراء في الجماعات المتشددة على إتفاق في ذلك الوقت أن الظواھري كان یفتقر إلى الكاریزما أو الصفات القیادیة و یفتقد بشكل كامل للمعرفة العملیة.
بعد مضي سبع سنوات، ثبت أن كل ھذا صحیح. لقد أشرف الظواھري بشكل أساسي على التفكك الكامل للحركة الجھادیة غیر الحكیمة. وبصورة أدق، لقد ساعد بسرعة أكبر في كشف الأخطاء المتأصلة واللا أخلاقیة لتنظیم القاعدة. إنه التجسید المثالي لفشل ونفاق القاعدة والجھاد السلفي.
القائد الغائب:
یرتبط ضعف الظواھري وعدم كفاءته بشكل أساسي بمسألة بسیطة جداً: غیابه. الظواھري غائب عن ساحة المعركة، وبالتالي یفتقر إلى المصداقیة عند أي شخص في ساحة المعركة.
وبینما یشیر إلى حمله بندقیة مصقولة في مقاطع الفیدیو الخاصة به، فإن حقیقة الأمر ھي أن الظواھري لم یسمع صوت إطلاق رصاصة واحدة منذ ھروبه من كابول في نوفمبر 2001 بعد غزو أفغانستان.
و من المشكوك أنه قد رأى الكثیر من المعارك قبل ذلك، بل إنه قضى معظم وقته وراء مكتب ما إما في جمع التبرعات أو خلق تصریحات إعلامیة غرضھا تعظیم نفسه وتعظیم لبن لادن. إلى جانب غیابه عن ساحة المعركة، فإن الظواھري ببساطة قائد غائب وبعید عن الأحداث. ھذا الخلل الأساسي تم تعزیزه بفعالیة من قِبل أتباعه في سوریا كذریعة لكسر إرتباطھم بالقاعدة. في مراسلات محرجة مسربة بین الظواھري وحلیفه المسمى “مسؤول الشریعة” لفرع التنظیم عبد الرحیم عطون، فقد قال بشكل واضح للظواھري إن فرع التنظیم لا یمكنه ببساطة إنتظار توجیھاته بینما الحرب قائمة في سوریا.
سوء الإدارة و الإرتباك
الظواھري لیس غائباً كقائد فحسب، بل إنه في الحالات النادرة التي یصدر فیھا توجیھات، فإنھا تكون مربكة بشكل متعمد وغامضة و متضاربة وغیر بدیھیة. اللعب على الحبلین أصبح سمة ممیزة للظواھري، وھذا الإرتباك بالاضافة الى العدید من العیوب الأساسیة الأخرى ھو السبب وراء عدم مصداقیته أو أخذ كلامه على محمل الجد انشقاق النصرة كشف ضعف الظواھري
في عام 2016 ، أصدر الظواھري تصریحا حاول فیه إرضاء الشعب السوري قائلاً: “الانتماء التنظیمي لن یكون عقبة إذا أراد الشعب السوري أن یبدأ جماعته الخاصة وبالطبع عندما استحوذ الجولاني على ھذا التصریح وحاول الانشقاق بعد عدة أشھر حتى بالسعي للحصول على إذن من خلال تصریح علني أدلى به نائب الظواھري في سوریا أبو الخیر المصري، إحتج الظواھري بشدة وأعرب عن استیائه للغایة. بعد أن أربك الجمیع عندما شمل نائبه أبو الخیر، أصدر الظواھري تصریحاً قاسیاً یدین جمیع أتباعه بمن فیھم أبو الخیر، وبالطبع تلمیذه الوحید وولده المفضل الجولاني الذي اتھمه بالخیانة.
ما ھذا السلوك الجبان والمنفصم من الظواھري؟ إنه ببساطة الأسلوب التكتیكي الأول من التلاعب والخداع الذي یصدر من شخص عاجز. بغض النظر عما یقال أو ما یحدث، فإن الشخص الآخر ھو دائما خاطئ والظواھري ھو الضحیة. فھو یھدد القادة التابعین له بمحادثات توعدیة، وعندما یصبح من الواضح أنه عاجز، یقوم بإصدار رسائل تصالحیة تستحضر الأُخوة والسلطة الأبویة كمحاولة یائسة أخیرة لتبدو ذات صلة بالواقع، و من ثم یرسم نفسه مرة أخرى على أنھ الضحیة. خلاصة القول ھي أن الظواھري والقاعدة قد خسرا الآن فرعھم الثمین في سوریا، وألحقا ضرراً بالمعارضة السوریة لا یمكن إصلاحه.
اقرأ أيضا:
ما هو مصير مقاتلي النصرة في ادلب؟