أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (وكالات)
بعد مرور نحو عام على قرار جماعة الشباب في الصومال، حظرها استخدام الأكياس البلاستيكية لأسباب قالت إنها متعلقة بالبيئة، بدأت تتكشف الأسباب الحقيقية وراء هذا القرار.
فقد كشف باحث في المعهد الصومالي للسلام وحقوق الإنسان، أن انحسار نفوذ الشباب، أدى إلى تضاءل مصادر تمويلها، الأمر الذي اضطرها إلى إيجاد طرق بديلة للتمويل منها فرض ضرائب على الشركات وحتى على الماشية.
وأوضح الباحث الذي فضل عدم الكشف عن اسمه ” أن الأكياس البلاستيكية أدت إلى قتل المواشي التي تساعد جماعة الشباب في تمويل هجماتها، لافتا إلى أن جمع الضرائب من رجال الأعمال ورعاة المواشي باتت الطريقة الوحيدة للتمويل، وبذلك شعرت الجماعة بأن مصدر دخلها الوحيد أصبح مهدداً، وبالتالي قررت حظر الأكياس البلاستيكية.
وتابع: “غالبية الشعب الصومالي هم من رعاة الماشية، والأكياس البلاستيكية تقتل أكبر عدد من الماشية في البلاد”.
وبيّن التقرير أن المقصود من الحظر، تصوير الجماعة على أنها تهتم بالرفاه الاقتصادي والاجتماعي للشعب الصومالي، في حين بين التقرير أن تمسكها بكل الأمور البيئية يبدو لا يذكر، فقد كانت “الشباب الصومالية” تتصرف انطلاقاً من مصلحتها الذاتية، وليس من جهة الاهتمام بالبيئة الطبيعية.
وفي نفس السياق، قال محمد مختار إبراهيم، المدير التنفيذي للمعهد الصومالي للإدارة العامة، ووزير سابق للصناعات النفطية والثروة المعدنية الصومالية، لصحيفة “لوبيلوغ: ليس من مصلحة جماعة الشباب أن تفقد الحيوانات بعد جمعها أو أن يكون لديهم ماشية أقل للضرائب في المقام الأول”.
هذا الفعل الذي تقوم به جماعة الشباب، مشابه لتصرفات الجماعات الأخرى التابعة لتنظيم القاعدة، فهم متورطون في تهريب قرون وحيد القرن وجلود النمور في جميع أنحاء جنوب شرق آسيا.
ويوضح التقرير أن جزء كبير من إيرادات الشباب مثل حرق الأشجار وقطعها، هي ممارسة أخرى حظرتها في السابق، إذ تستخدم المجموعة الصومالية بعض الأشجار لإنتاج الفحم، ثم تقوم بتصديره إلى الأسواق السوداء في الخليج الفارسي.
في وقت ردت الأمم المتحدة على هذا التصرف بمنع الفحم من الصومال في محاولة لكبح تمويل الإرهاب هناك. كما يشارك المسلحون من هذه الجماعة في تجارة العاج، التي كسبت منها المجموعة الإرهابية الصومالية ما يصل إلى 200000 دولار شهريا في عام 2012.
أحد الصحافيين كتب على موقع “تويتر” العام الماضي، أن المسلحين كانوا يستخدمون الأكياس البلاستيكية المليئة بالمتفجرات لترهيب سكان مقديشو، إذ لا تزال المجموعة الإرهابية الصومالية نشطة هناك.
حسن، وهو باحث في المعهد الصومالي للسلام وحقوق الإنسان، قال إن أنشطة جماعة الشباب الصومالية ساهمت في إزالة الغابات وغيرها من المشاكل، مشدداً على أنها لا تهتم بالبيئة.
وأوضح “الشباب” اكتسبت قوة في أماكن أخرى شرق أفريقيا، وأعلنت كينيا التي حاربت الجماعة في الصومال وعلى أراضيها لمدة عشر سنوات، عن حظرها الخاص على الأكياس البلاستيكية قبل عام.
وبالتزامن مع ذلك، قامت أوغندا مثل كينيا، التي نشرت جنود في الصومال، ورواندا، وهي واحدة من عدة بلدان التي دربت الجنود الصوماليين، بحظر الأكياس البلاستيكية في عام 2008.
داخل الصومال، تفوقت الصومال على كينيا ورواندا وأوغندا من خلال فرض الحظر في عام 2005. وقد اتخذ بعض الصوماليين من إعادة تدوير البلاستيك عمل تجاري، فيما أدت الشخصيات العامة مثل فاطمة جبريل، الصومالية الشهيرة، إلى إضفاء الطابع المؤسسي على الحركة البيئية في البلاد.
ويشير صعود الحزب الأخضر الصومالي إلى مدى انتشار الاهتمام في البيئة هناك.
من جانبها، تعمل برامج الأمم المتحدة الإنمائية والبيئية على معالجة القضايا البيئية في الصومال.
ويذكر التقرير أن المدافعين عن البيئة الصوماليين لا يحتاجون إلى مساعدة من مجموعة إرهابية متطرفة معروفة على نطاق واسع بقطع الرؤوس والخطف والهجمات الانتحارية مقارنة بسياستها البيئية.
وقال عبد الفتاح علي حسن ، الرئيس التنفيذي للمعهد الصومالي للتنمية والدراسات الاستراتيجية: “تستخدم جماعة الشباب الحظر كدعاية للتظاهر بأنها تهتم بالبيئة”. “في الواقع ، لا تهتم المجموعة بالبيئة أو الأشخاص العاديين”.
كانت عدداً من المواقع الإلكترونية والصحافية من بينها صحيفة “ديلي كولر” و”The Small Wars” اليومية سخرت من جماعة الشباب الصومالية بعد أن أصبحت موضوع سخرية في وسائل الإعلام، عندما أعلنت العام الماضي حظ الأكياس البلاستيكية على مناطق صومالية تحتلها.
وتزعم الجماعة التي تتبع لتنظيم القاعدة في الصومال، أن الأكياس البلاستيكية بمثابة تهديداً خطيراً لرفاهية البشر والحيوانات على حد سواء، في حين غرّدت هذه المواقع بالقول إن هذه الجماعة بعيدة كل البعد عن معالجة القضايا التي تتعلق بالبيئة.
ولا يزال انتشار هذه العقوبات المتكررة مسألة جدل، بالنظر إلى أن العديد من الجيوش في شرق أفريقيا – المدعومة بالغارات الجوية الأمريكية – طردوا المتشددين من معظم أنحاء الصومال.
ورداً على ذلك، انتقمت جماعة الشباب ضد دول شرق أفريقيا التي تدعم الحكومة المركزية في الصومال، وهاجم المسلحون فندقاً في نيروبي في شهر يناير 2019.
المزيد: