أخبار الآن | بيروت – لبنان – (رويترز)
احتفى اللبنانيون بعبق التاريخ ونسائم الحضارات في ليلة المتاحف وهو حدث سنوي في البلاد تنظمه وزارة الثقافة.
وتوافد الآلاف للمشاركة في “ليلة المتاحف” التي ظلت مفتوحة مجانا حتى وقت متأخر من مساء السبت (6 أبريل نيسان) في حدث سنوي تقول عنه وزارة الثقافة إنه يساعد اللبنانيين على تقدير تراثهم الثقافي بشكل أكبر وتمنحهم متنفسا للتخلص من أعبائهم اليومية.
وقالت عبير زيتون، وهي ناظرة مدرسة جاءت لتزور المتحف الوطني، قالت إنها تريد تغيير هذه النظرة. ووقفت تحت المطر برفقة 15 شخصا من عائلتها ينتظرون دورهم لدخول المتحف.
وقالت لتلفزيون رويترز “نحنا عندنا مشكلة بلبنان مع التاريخ، صراحة يعني فيه مشكلة أساسية، يمكن لأن تاريخنا الحديث كتير بنحسه كذاب، بالتالي صرنا نكره التاريخ. أنا أحيان كتير بأنصدم وقت يقولوا العالم (الناس) إنه لشو التاريخ، لشو مادة التاريخ؟. بأحس كتير كتير مقهورة لأن بلاقي قد ايه العالم فخورة، يعني العالم اللي بره (الخارج)، بتلاقيها من أبسط أشياء، من أتفه أشياء، آسفة، من شغلة ما عمرها ١٠٠ سنة، عاملة قصة كتير كبيرة، نحنا إذا بنقرأ بس الأرقام، بنعرف قد ايه نحنا عندنا عمق تاريخي ما طبيعي، وقد ايه نحنا للأسف ما مهتمين فيه”.
وشارك في ليلة المتاحف 14 متحفا في كل المحافظات اللبنانية من الشمال إلى الجنوب حيث توافد الزوار عليها بأعداد فاقت السنوات السابقة.
وتجول وزير الثقافة محمد داوود في عدد من المتاحف بين مدينتي صيدا في الجنوب وبيروت داعيا اللبنانيين إلى المشاركة في ليلة المتاحف لأنها فرصة للتلاقي مع الإرث الثقافي والفكري في هذه الصروح.
وقال داوود لرويترز إن الشعب اللبناني يتعرض لضغوط اقتصادية ومعيشية ولديه فرصة للترويح عن نفسه من خلال المتاحف.
وأضاف الوزير لتلفزيون رويترز “العالم لأنها مضغوطة شوي يمكن اقتصادياً، جوانب الحياة الثانية، المعيشية كلها، يمكن شوي قاسية ع الشعب اللبناني. فباتصور هيدي متل فرصة لها، هيدي هيك متل شباك بيفتحوه بيشموا هواء منه، هواء ثقافي نظيف”.
وتوافد على المتحف الوطني في بيروت عدد كبير من طلاب المدارس الذي جاءوا للاطلاع على التاريخ المذكور في كتبهم المدرسية. وقال الطفل جوزيف كيوان البالغ من العمر عشر سنوات إن هذه المرة الثالثة التي يزور فيها المتاحف.
قالت لين طحيني قساطلي، منظمة الحملة ومستشارة وزير الثقافة، إن عدد زوار المتاحف ارتفع هذا العام.
وأضافت “فيه عالم لأول مرة، بتسمع إنه بيكون فيه مظاهرات أمام المتحف الوطني، نحنا بدنا تكون تظاهرات ثقافية أمام المتحف الوطني”.
وتابعت أن الوزارة هذا العام وفرت المواصلات للمواطنين للتنقل بين المتاحف التي يرتادونها علاوة على الدخول المجاني. وتتراوح رسوم دخول المتحف الوطني عادة بين ألف ليرة وخمسة آلاف ليرة لبنانية (بين نحو نصف دولار وحوالي ثلاث دولارات).
وقال زائر يدعى زياد مقبل، وهو يشير إلى أطفاله “يعني نحنا بننطر (ننتظر) هيك شيء، لنفرجيهن الحضارات، وين كنا وكيف عم نطور، هيك بأحس، يعني كتاريخ، وين كان البشر وكيف تطوروا، هلق (الآن) عم ياخدوا كتير أشياء بالمدرسة يعني”.
وفي لبنان هناك عشرات المتاحف وبينها المتحف الوطني اللبناني الذي يضم مقتنيات أثرية تعود لعصر ما قبل التاريخ والعصر البرونزي والعصر الحديدي والعصور الإغريقية والرومانية والبيزنطية والعصر الإسلامي والمملوكي والعثماني.
وهناك أيضا متحف الجامعة الأمريكية في بيروت الذي يحتوي على قطع أثرية متنوعة ومتحف عجائب البحار الذي يتضمن أصدافا من بحار العالم. ويوجد في لبنان أيضا متحف جبران في إحدى أديرة بشري شمال لبنان ويضم مجموعة كبيرة من مخطوطات الفيلسوف والشاعر والفنان اللبناني جبران خليل جبران ولوحاته ومتحف نقولا سرسق للفن الحديث ومتحف جبيل الأثري.
وبالنسبة إلى ليديا دباس، وهي أقدم مرشدة سياحية في المتحف الوطني، فإن الساعات التي تقضيها في شرح المقتنيات التاريخية للمتحف هي ليست عملا بل علاج نفسي.
وقالت دباس، التي بدأت العمل في المتحف الوطني منذ 1997، “بالنسبة لي المتحف أكتر من شغل، المتحف هو علاج (بالإنجليزية) لي، هو مكان محاوطة بالأشياء الجميلة، مكان بيقدر ينسيني، يعني الواقع الأليم يا اللي عم نعيشه. بس أفوت (أدخل) ع متحف بأحس إنه فيه سلام بنفسي ومحاطة بالأشياء الحلوة”.
وأشارت الى أن أهمية المتحف الآن هي إعادة افتتاح الجناح السفلي الذي يتضمن مقتنيات من العهدين الروماني والفينيقي بالإضافة إلى إعادة بعض المقتنيات التي خسرها لبنان خلال الحرب ومنها خمسة تماثيل تمت إعادتها عام 2018.
وأول ما يشاهده الزائر عندما يدخل المتحف هذه التماثيل وهي قطع رخامية لجسم رجل وأخرى غير مكتملة كان لبنان قد استعادها مؤخرا عقب نهبها إبان الحرب.