حمزة زين الدين
أخبار الآن | طرابلس – ليبيا – (رويترز)
رغم احتدام المعارك في العاصمة الليبية طرابلس فتح رجل الأعمال مصطفى اسكندر (بيت اسكندر للفنون) وهو عبارة عن معرض فني ومركز ثقافي على أمل أن يجذب الانتباه للمدينة القديمة التي تعاني من الإهمال منذ فترة طويلة وتحتاج لإعادة إحياء رونقها.
وتعد المدينة القديمة في طرابلس واحدة من أفضل المناطق الأثرية المحفوظة في شمال أفريقيا بآثارها التي تعود للعصر الروماني لكنها بالية ومهملة إذ تملأ القمامة الأزقة ومبانيها البيضاء القديمة بحاجة ماسة إلى الإصلاحات والصيانة.
وانتقل أغلب الليبيين القادرين من المدينة القديمة إلى أحياء جديدة في العاصمة التي يقطنها 2.5 مليون نسمة. لكن اسكندر اشترى منزلا مهجورا قرب قوس ماركوس أوريليوس الشهير وأنفق مليون دينار (720 ألف دولار) لتجديده ليصبح مقر تجمع للفنانين.
وقال اسكندر الذي يعمل لحساب شركة دنمركية “ليبيا ما زالت تفتقر إلى إنشاء متحف للفنون التشكيلية، طبعا أني من هواة يعني جمع اللوحات الفنية والمقتنيات القديمة والأنتيك، فقررت إني نحول البيت هذا لبيت للفنون ومعرض دائم للأعمال الفنية”.
وعلق لوحات ونقل قطع أثاث قديمة جمعها لسنوات في أوروبا ليضعها في مركزه الذي يقع بجوار فندق كان يعج يوما بالسياح الذين كانوا يأتون إلى ليبيا لحين الإطاحة بمعمر القذافي في 2011.
وأضاف “أنا لم أحصل على أي تمويل من أي جهة حكومية أو منظمة غير ربحية، هي كلها بمجهود ذاتي. وإن شاء الله ننجح في هذه الفكرة إن إحنا نقدر نجمعوا الفنانين والمثقفين وبعض الشريحة من المجتمع اللي هي مهتمة بالفنون”.
وقال محمد فرج محمد رئيس مصلحة الآثار في طرابلس عن احتمال فتح المتحف العام القادم بعد التجديدات “نحاول”.
ومن أجل أن يتم ذلك يحتاج المبنى الأثري لأن يكون خبراء فرنسيون، كانوا يقدمون المشورة لليبيا عن كيفية تحسين أساليب العرض، مستعدين للعودة بمجرد انتهاء المعارك لتقديم المساعدة إذ تفتقر السلطات هناك للخبرة وللتمويل.
ونظمت مجموعة من الشباب جولات في المدينة القديمة لاستكشاف مواقعها ومد جسور التواصل مع الباقين من سكانها والكثير منهم من العمال الوافدين من غرب أفريقيا أو من الفقراء الليبيين.
واعتمادا على مواردهم الذاتية وبعض التبرعات أعاد الشبان طلاء جدار بال باللون الأبيض في بداية متواضعة لما يأملون في أن يكون عملية شاملة لترميم المنطقة في المستقبل.