أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (تحليل)
في أول فيديو له بعد خمس سنوات حاول أبو بكر البغدادي أن يظهر في صورة القائد المقاوم الذي سيواصل القتال رغم الهزائم الميدانية الكبيرة. ويهدف الفيديو بوضوح إلى رفع معنويات مقاتلي داعش المحطمين عسكريا ونفسيا حتى أن جميع وسائل الإعلام حللت ما قاله البغدادي، ولكن كما يقولون: “لسان الحال أنطق من لسان المقال”. وهكذا نبدأ تحليلنا ، ماذا يكشف لنا حال البغدادي؟
البغدادي زاد وزنه بينما انضم آخرون إلى طابور القتلى
يظهر الفيديو الجديد بوضوح أن البغدادي أكثر سمنة مما بدا عليه عندما أعلن عن خلافته المزعومة . آلاف من مقاتلي داعش البارزين وغير البارزين إلى جانب عائلاتهم ماتوا بينما كان البغدادي مختبئا تحت الأرض يكتسب المزيد من الوزن ، وقد يرى بعض أتباع داعش في هذا إهانة للمقاتلين الذين فقدوا أرواحهم لإنقاذ دولة البغدادي الفاشلة ،فيما يقول البغدادي إن من قتلوا فقد اختيروا ليكونوا شهداء! ويبدو أنه لم يسع جاهدا ليكون أحد هؤلاء الشهداء المزعومين مفضلا أن يبقى على قيد الحياة.
هل الخلافة غير مهمة؟
الطريقة التي أشار بها البغدادي إلى مسألة ضياع الخلافة المزعومة قد تبدو مربكة بالنسبة للكثير من أتباع داعش ، فقد تحدث عن خسارته التاريخية باعتبارها حدثا عاديا ، وبدا كأنه مدرب كرة قدم غير كفء يتحدث عن خسارة مباراة غير مهمة ، لكن الآلاف قتلوا من أجل خلافة البغدادي المزعومة ، ليسوا مقاتلين فحسب ولكن عائلاتهم أيضا ، وسيتساءل أتباع داعش لدى مشاهدتهم هذا الفيديو قائلين: “إذا كانت الخلافة غير مهمة إلى هذا الحد، لماذا ضحى البغدادي بآلاف المقاتلين للدفاع عنها؟ وإذا كان البغدادي سيواصل القتال كما قال ، لماذا لم ينقذ المزيد من المقاتلين معه؟
بعيدا من القتال البغدادي يعرض استضافة الزائرين
مقاتلو داعش الذين قاتلوا في الصفوف الأمامية ربما يجدون أنه من المخيب للآمال أن المواصفات القيادية في زعيمهم تناقصت إلى الحد الذي جعله يقرأ تقارير ويعطي نصائح وهو قابع في نفق تحت الأرض ، وسيتساءل مقاتلو داعش: “هل هذا هو الرجل الذي خاطروا بحياتهم من أجله؟ كيف كان يقضي وقته بينما كان الآخرون يموتون من أجله؟ خلال خمس سنوات، كم رصاصة أطلقها من تلك البندقية الموجودة إلى جواره؟
البغدادي يقبع في حفرة كالخلدوغير مكترث بالبطولة
لقد زاد وزن البغدادي بشكل كبير لكنه لا يبدو في صحة جيدة ، فبشرته الباهتة تظهر أنه لم يتعرض لضوء الشمس كثيرا ، ربما لأنه يقضي كل أيامه في حفر وأنفاق عميقة محاولا تفادي الضربات الجوية التي نجحت في اقتناص عدد كبير من قادة ومقاتلي داعش.
قتل الكوادر القيادية في داعش
ليس حال البغدادي فحسب هو ما ظهر جليا في الفيديو، ففي كلماته أيضا استطاع البغدادي إظهار عدم كفاءته وفشله بلا أدنى شك، وهذا هو الجزء الأكثر أهمية ، لقد ذكر العديد من القادة المهمين الذين قتلوا ، إنها قائمة طويلة بالتأكيد تبدأ بـ:
أبو عبد الرحمن الأنقري التميمي
أبو هاجر عبد الصمد العراقي الطالبي
أبو الوليد السيناوي
عبد الغني العراقي
أبو مصعب الحجازي
ومن مسؤولي جهازه الدعائي نجد قائمة القتلى تضم:
أبو عبد الله الأسترالي
خالد القحطاني
أبو جهاد الشيشاني
أبو أنس فابيان الفرنسي
أبو عثمان
ومن أعضاء هيئة الشريعة في تنظيم داعش نجد:
أبو رغد الدعجاني.
ومن بين أبرز المقاتلين:
أبو ياسر البلجيكي
وأبو طارق العراقي.
وبعد مقتل كل هؤلاء يتساءل المرء من بقي حول البغدادي؟ كيف يمكنه إدارة تنظيم منهار مثل داعش بعد زوال أبرز كوادره؟ بالطبع هذه الأسئلة التي لم يجب عنها البغدادي في الفيديو المنشور وبالتأكيد لن يستطيع الإجابة عليها.
الاستنتاج النهائي
لا شك أن داعش يبقى تهديدا كبيرا كمنظمة إرهابية ، وعلى أي حال ففي هذا الفيديو أظهر القائد المفترض لتنظيم داعش أبو بكر البغدادي دون قصد منه نقاط ضعف كثيرة في قيادته وفي تنظيمه ، هذه الجوانب في الفيديو قد تضعف معنويات الموالين للبغدادي بينما من المحتمل أن تشجع أعداءه داخل التنظيم الحريصين على ملاحظة نقاط ضعفه واستغلالها.