أخبار الآن | العراق – bellingcat
نشر موقع “bellingcat” الإلكتروني تقريراً تحدث فيه عن الإبتزاز الذي مارسه تنظيم “داعش” الإرهابي في العراق من خلال عمليات إحراق المزارع والبساتين، وعن تأثير ذلك على القطاع الزراعي.
ولفت الموقع إلى أنه “منذ قرابة الشهرين، أضرم مقاتلون من تنظيم داعش الإرهابي النيران في المناطق الزراعية في وسط وشمال العراق، وقيل إن الدافع وراء ذلك هو معاقبة المزارعين الذين رفضوا دفع أموالاً للتنظيم كضرائب”.
وفي محافظة ديالى، لجأ مسلحو “داعش” إلى الطريقة نفسها ضد القرى المأهولة بالسكان الأكراد. ووفقاً للمزارعين هناك، فإنّ ما قام به تنظيم “داعش” هو “محاولة لطردهم من أرضهم، حيث وقع عدد من الهجمات استهدفت المزارع الكردية في المناطق المتنازع عليها , بالقرب من تاز خورماتو في محافظة صلاح الدين وبالقرب من خانقين – محافظة ديالى.
وبحسب الموقع، فإنّ “الحكومة العراقية اضطرت للرد. وفي البداية، رفضت ربط حرائق المحاصيل بتنظيم داعش، وقالت إنها ممارسات من قبل المزارعين لتخصيب التربة. وبعد ذلك، أعلنت أنها ستباشر تحقيقاتها في الحرائق وملاحقة المسؤولين عنها.
وخلال شهر أيار/مايو الماضي، نشر تنظيم “داعش” مقالاً تحت عنوان: “شمّروا عن سواعدكم وابدأوا الحصاد: جنود الخلافة يحرقون مزارع المرتدين في العراق والشام. وفي أواخر الشهر نفسه، نشر التنظيم مقالاً ثانياً بعنوان: “أحرقوا أملاك المرتدين وتورّعوا عن أملاك المسلمين”. وجاهر التنظيم في هذا المقال كما في المقال الأول بقيام عناصر التنظيم بإحراق الأراضي الزراعية، كما أعلن مسؤوليته عن الهجمات التي تم تنفيذها ضد رجال الإطفاء، والتي أسفرت عن مقتل وجرح عدد منهم.
حرق الأراضي وسيلة للإبتزاز
وبحسب موقع bellingcat ، فإن “حرق الأراضي الزراعية ليست ظاهرة جديدة عند تنظيم “داعش” الإرهابي. وغالباً ما يعمد التنظيم إلى هذه الخطوة لتدمير سبل المزارعين العراقيين للعيش. تساهم هذه العمليات التخريبية في نشوء مشكلة تتعلق بالأمن الغذائي وضرب البيئة والعمل في العراق. ويشير التصاعد الأخير للهجمات إلى أن داعش سيستمر في اللجوء إلى تدمير المحاصيل كوسيلة لابتزاز الناس للحصول على أموال منهم بغية تمويل عملياتهم، أو كتكتيك انتقامي ضد المجتمعات العراقية”.
“داعش” يفتك بزراعة العراق
غالباً ما يُشار إلى العراق على أنها كانت مهداً للزراعة في الحضارات الأولى. وعلى مر العصور، كانت الزراعة حاسمة بالنسبة للاقتصادات الريفية – وما زالت كذلك. تشير البيانات الحالية التي قدمتها منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) إلى أن “ثلث سكان العراق، أي ما يقرب من 12 مليون شخص، يعيشون في المناطق الريفية ويعتمدون على الزراعة في معيشتهم ووظائفهم”. ويمثل إنتاج المحاصيل 74٪ من الدخل الزراعي في العراق. ومع بروز تنظيم “داعش”، فإن القطاع الزراعي تدهور سريعاً بسبب تدفق النازحين داخلياً , وتدمير معدات الري , وترك الأراضي الزراعية بسبب التهديدات.
وفي تقييم آخر لتأثير داعش على القطاع الزراعي في العراق من قبل الشبكة الإقليمية لتحليل الأمن الغذائي (RFSAN) ، وجد الباحثون أنه “طوال فترة وجود داعش في المناطق التي سيطر عليها، فقد قام المسلحون بنهب المحاصيل والمعدات الزراعية ومنشآت التخزين كشكل من أشكال العقاب الجماعي”. كذلك، عمد المسلحون أيضاً إلى تخصيص أنابيب الري لتصنيع الأجهزة المتفجرة المرتجلة (IEDs)، وقد استخدمت الكيماويات الزراعية والأسمدة في صنع الأسلحة والقنابل. ووفقاً لتقرير منظمة الأغذية والزراعة، فقد كان داعش مسؤولاً عن انخفاض الإنتاج الزراعي بنسبة 40٪.
مصدر الصور: bellingcat – getty
للمزيد: