أخبار الآن | مخيم الهول – سوريا ( washingtoninstitute.org )
قبل أن تسحب الولايات المتحدة قواتها بسرعة من شمال سوريا في أكتوبر 2019 ، شعر المراقبون بالقلق إزاء الوضع في مخيم الهول للاجئين.
يسكن المخيم نساء وأطفال ويعانون ظروفا غير صحية ، وعدم كفاية في الرعاية الطبية ، والافتقار إلى التعليم للأطفال ، إضافة إلى الاكتظاظ.
يضاف إلى ذلك سلالة كبيرة من أبناء المقاتلين في صفوف تنظيم داعش الإرهابي على الرغم من صعوبة تحديدها، لكن ما زال العديد من السكان يعترفون بالولاء لداعش، وسعوا إلى فرض أسلوب حياة الأصولي على أهاليهم المقيمين معهم في المخيم ، ففي حادثة غامضة، انتشرت أنباء داخل المخيم عن مقتل فتاة على يد جدتها فقط لأنها قامت بإزالة الحجاب.
دراسة وافية يشرح فيها الخبير في التنظيمات الجهادية آرون زيلين الوضع المقلق في مخيم الهول، مع التركيز على الفترة التي تقهقر فيها تنظيم داعش وانسحابه من مواقع عدة في مارس 2019 حتى الانسحاب الأمريكي الأخير وما تلاه من هجوم تركي.
وتظهر الدراسة فشلًا مستمرًا من قِبل الجهات الدولية في إدارة الانتقال من قتال جماعة تكفيرية إلى استيعاب فشل هذه التنظيمات الإرهابية والعمل على تدارك سلبيات هذا السقوط لتنظيم داعش وانعكاسه على عوائل عناصره.
لقد كان مخيم الهول اللاجئين في شمال سوريا سبباً في الانتباه منذ أوائل عام 2019 إلى النساء والأطفال الذين يشكلون 94 في المائة من سكان المخيم.
هؤلاء السكان ينحدرون من عشرات الدول ، ولكن بشكل رئيسي من سوريا والعراق ، وبعضهم يزعم أن لديهم علاقات مع داعش، لكن من الصعب تقييم عدد المؤيدين، لكن يبدو ان الأكثر تطرفًا هم الأجانب.
مع قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب بشكل كامل من سوريا ، بدأت تركيا هجوما عسكريا ضد قوات سوريا الديمقراطية ما تسبب بحالة من القلق والذعر بشأن المخيم. لا يبدو أن الولايات المتحدة بانسحابها هي الجاني الوحيد.
المجتمع الدولي يتحمل أيضًا الكثير من مسؤولية الفشل في إيجاد حل لمستقبل سكان مخيم الهول. وقد سمح ذلك لأتباع داعش في التغلغل داخل المخيم، حيث بدأت الأصوات ترتفع وتحمّل القوات المسؤولة عن حماية المخيم عن الواقع المتردي الذي وصل إليه، مع عدم وجود رؤية واضحة أو مدروسة لإعادة سكان المخيم إلى بلدانهم ودمجهم من جديد في مجتمعاتهم.
يجب أن يكون قد تم التأكيد على هذه المهمة – بما في ذلك للمسؤولين الأمريكيين – بعد أن أعلن الرئيس ترامب لأول مرة عن سحب القوات الأمريكية من شمال شرق سوريا في ديسمبر 2018 ، قبل أن يعود عن قراره منذ أوائل مارس 2019 ، أصبح الوضع في مخيم الهول ضعيفا وهشا، بات واضحا أنه من المؤكد أن يؤدي هذا الوضع إلى إلى مشاكل أخرى.
الآن، مع انسحاب القوات الأمريكية ، وإمكانية انفجار الوضع في المخيم، تزداد يوما بعد يوم فرضية الإخفاق في إيجاد بدائل أخرى لإدارة أوضاع المخيم، مثل إعادة محتملة لنظام الأسد الى شمال شرق سوريا.
وفقا للباحث في قضايا التطرف أمارناث أماراسينغام Amarnath Amarasingam ، والذي عاد في أوائل أكتوبر من زيارة إلى مخيم الهول شمال شرق سوريا، فقد كان خطاب البغدادي يدعو إلى كسر القيد عن المخيمات، مما أدى إلى تصاعد العنف وهو ما كان اختبارا لبنية الأمن في المخيم.
النمسا تسجن إمام مسجد أُدين بتجنيد شبان لتنظيم داعش
تجدر الإشارة إلى أن داعش اكتسب زخما كبيرا وملئ صفوفه في الأيام الأولى لظهوره من خلال حملة “كسر الجدران” التي بدأت في يوليو 2012. هذه الحملة بلغت ذروتها في كسر قيود السجون في العراق في يوليو 2013 التي ساعدت في إعادة المقاتلين السابقين إلى حظيرة الجماعات التكفيرية، حيث استمرت في بناء قوتها كما بدأت تسيطر على الأراضي في العراق وسوريا.
قصة مخيم الهول مختلفة بالطبع. تصاعد وتيرة الأحداث في المخيم لن يستخدم لإعادة رصّ صفوف المقاتلين في التنظيم الإرهابي، لكن بدلاً من ذلك سيتم إعادة مشروع ما يسمى الخلافة من خلال القاعدة العريضة للمجتمع داخل المخيم.
تسهيل انفجار الوضع داخل المخيم لدى هذه الفئة، من شأنه أن يساعد أيضًا في إعادة إحياء خطة تنظيم داعش لأجيال الأطفال من خلال السماح بتعرضهم للحياة في إطار هذه الإيديولوجيا التكفيرية والتي تؤدي إلى بروز قيادات جديدة تخرج من صفوف هذلاء الأطفال في السنوات القادمة.
هذا السيناريو سيكون غير مسبوق في التاريخ الجهادي. مجموعة أساسية بين أولئك في الهول لا يزال يرفع راية مايسمى الخلافة كمن ينتظر قيامتها بأمل كبير.
إقرأ أيضا:
داعش يعلن مسؤوليته عن اطلاق سراح سجينات من مقر كردي في الرقة