لم يعد خافياً على أحد، الخلفية التي تحدر منها غالبية القادة الذين تزعموا أخطر التنظيمات الإرهابية في العالم، إلا أن “التشدد والعنف” بالإضافة إلى آراء متعلقة بمسألة -الإسلام السياسي- دفعتهم للخروج من تحت مظلة “الإخوان المسلمين”.
ووثقت المعلومات على أختلاف مصادرها أن كلاً من أسامة بن لادن زعيم تنظيم “القاعدة” السابق وأيمن الظواهري الزعيم الحالي، بالإضافة إلى زعيم “داعش” المقتول أخيراً أبو بكر البغدادي، كانت انطلاقتهم الأولى في عالم الإرهاب من خلال إنضمامهم لجماعة “الإخوان المسلمين”.
وأكد الزعيم الحالي لتنظيم “القاعدة” أيمن الظواهري في فيديو مسجل العام 2012، أن أسامة بن لادن، وخلال فترة شبابه في الثمانينيات من القرن المنصرم، كان عضواً في جماعة الإخوان المسلمين في شبه الجزيرة العربية.
وكان الظواهري عضواً في جماعة الإخوان المسلمين بمصر، الا أنه تخلى عنها، وتجلى ذلك في الكتاب الذي ألفه عن الجماعة لإظهار كيف أن الإخوان فقدوا طريقهم لإختيارهم المشاركة في الانتخابات، بدلاً من مهاجمة الحكومة المصرية (استخدام العنف والسلاح).
وفي مقابلة تلفزيونية العام 2014، أكد الزعيم الروحي لـ”الإخوان المسلمين” يوسف القرضاوي، أن أبو بكر البغدادي كان ضمن الصفوف الأولى في فرع الجماعة بالعراق، لكنه سجن بتهمة الإرتباط بهم.
وأوضح القرضاوي في المقابلة ذاتها أن احتكاك البغدادي مع المساجين من تنظيمات أكثر تشدداً وعنفاً، مهد له طريق الإنظمام لتنظيم “داعش” لاحقاً، لافتاً إلى أن البغدادي كان له ميول واضح نحو “الزعامة والقيادة”.
وكان وزير الأوقاف المصري الدكتور محمد مختار جمعة، رد على ما قاله القرضاوي في المقابلة قائلاً، إن “اعترافات القرضاوي بشأن البغدادي، تؤكد أن جماعة الإخوان المسلمين هي الأب الروحي لكل جماعة متطرفة”.
والجدير بالملاحظة، أن بن لادن والظواهري والبغدادي أيضاً، وافقوا جميعاً على الرؤية الشاملة للإخوان المسلمين.
وكان الإحباط من منهج الإخوان الصبور واللاعنفي ظاهراً، ما دفع القادة الثلاث إلى ترك الجماعة والإنخراط في تنظيمات أكثر عنفاً، وفق ما ذكره الظواهري الذي انظم للإخوان المسلمين في الرابعة عشر من عمره.
وأثبتت منهجية الإخوان الصبورة، أنها أكثر فاعلية من الفروع الإرهابية، إذ كانت تشحن الشباب وتسهل انضمامهم للأخيرة لاحقاً بشكل او بأخر، وظهر ذلك جلياً عندما فاز الإخوان في سباق الإنتخابات الرئاسية المصرية العام 2012.
وتبقى جماعة الإخوان المسلمين، تشكل تهديداً طويل الأجل من خلال دعمها الخفي للتنظيمات الإرهابية، وبصورة أكثر خطورة على العالم من أي تنظيم إرهابي مثل القاعدة وداعش.
إقرأ أيضاً: