أخبار الآن | بغداد – العراق (BBC)
تنبأ كثيرون بنهاية حتمية لتنظيم داعش الإرهابي بعد موت زعيمه البغدادي، إلا أن أدلة جديدة ظهرت مؤخراً كشفت أن الحقيقة تخالف ذلك، بل حتى أن التنظيم بدأ بالفعل بالعمل على إعادة ترتيب صفوفه في العراق، ذلك بعد أن بدأ بالتلاشي في آخر عامين، منذ أن خسر آخر أراضيه في البلاد.
حيث أكد مسؤولو مكافحة الإرهاب في العراق أن تنظيم داعش المتمرد لا يموت، بل يعيد تنظيم صفوفه بعد كل خسارة، خاصة وأن البلاد باتت تشهد مؤخراً هجمات عديدة ومتزايدة تبناها التنظيم. كما أن عناصر التنظيم باتوا الآن أكثر مهارة وخبرة، بل حتى أنهم تعدوا تنظيم القاعدة، بحسب ما وصفهم المسؤول الكردي في مكافحة الإرهاب، لاهور طالباني، الذي أرجع ذلك إلى أنهم “يملكون تقنيات وأساليب أفضل، بجانب الأموال الطائلة تحت تصرفهم، مما يؤهلهم لأن يصبحوا قادرين على شراء المركبات والأسلحة والمعدات الثقيلة والمواد التموينية، أما من الناحية التكنولوجية فهم أكثر ذكاءً، لذا فقد أصبحوا النسخة الأكثر تطوراً وخطورةً من تنظيم القاعدة”.
بعد #البغدادي، لماذا تربك أسئلة جوهرية صفوف الجهاديين وتزرع الشقاق بينهم؟
يحاول #داعش في وسائل إعلامه إعطاء صورة "العمل كالمعتاد"، لكن في الواقع على وسائل التواصل الاجتماعي، تدور نقاشات ساخنة حول #نهاية_البغدادي وماذا سيحدث بعد ذلك.
إليكم تحليلنا ⬇️ https://t.co/FC0qv1AuqE pic.twitter.com/yFP0UgwcjC
— Akhbar Al Aan أخبار الآن (@akhbar) November 17, 2019
وفي هذا السياق، تحدث طالباني، الذي يرأس وكالة زانياري، إحدى الوكالتين الاستخباريتين في إقليم كردستان في العراق، أن “أنشطة التنظيم بدأت تظهر بشكل متزايد على الملأ، مما يجعلنا نعتقد أن مرحلة البناء قد انتهت، إلا أنهم يتبعون آلية عمل مختلفة الآن، إذ أن التنظيم لا يسعى الآن إلى احتلال منطقة معينة حتى لا يجعل من نفسه هدفاً سهلاً، بل أصبح عناصره متخفين في مناطق أخرى مثل جبال حمرين العراقية”، وفسر طالباني، أن اختيارهم لجبال حمرين يعود إلى جغرافية المنطقة، حيث أنها سلسلة جبلية طويلة، ويصعب على الجيش العراقي السيطرة عليها، خاصة مع وجود الكثير من المخابئ والكهوف.
وقائع تتكشف: لماذا يخاف أتباع #داعش من فراغ السلطة وتهشم التنظيم بعد #البغدادي؟#أبو_بكر_البغدادي #شتات_دولة_البغدادي
تفاصيل: https://t.co/gpPtq0dcWL pic.twitter.com/ApVjshv7et— Akhbar Al Aan أخبار الآن (@akhbar) November 21, 2019
وعلى صعيد آخر، أكد طالباني، أن التنظيم سيسعى إلى استغلال المشهد السياسي الحالي في العراق لصالحه، من خلال تغذية واستغلال شعور المسلمين السنيين بالعزلة، قائلاً إن “الوضع السياسي الحالي في العراق يشبه العيد المبكر بالنسبة لداعش”، ذلك بالإضافة إلى العلاقات المتوترة بين بغداد وإقليم كردستان على أعقاب استفتاء الاستقلال الكردي في 2017.
ويتجسد ذلك في وجود عناصر التنظيم في المساحات الشاسعة غير المسكونة شمالي العراق، بحسب ما أكد اللواء سيروان بارزاني، من قوات البيشمركة الكردية، حيث أشار إلى أن التنظيم لديه حرية السيطرة على هذه المساحة نسبة لأنها غير خاضعة لأي سيطرة “نشهد نشاطاً كبيراً مقلقاً ومتزايداً للتنظيم في منطقة الدلتا بين نهر الزاب الكبير ونهر دجلة”، وأكد بارزاني، أنه ووفقاً لتقارير مخابرات البيشمركة، قام التنظيم بتعزيز تواجد عناصره في هذه المنطقة بحوالي 100 مقاتل عبروا الحدود من سوريا، بما في ذلك بعض الأجانب الذين يحملون أحزمة انتحارية”.
تقرير: جنود بقوات النخبة الفرنسية انضموا لــ #داعش #فرنسا #أخبار_الآنhttps://t.co/wGNxlNMWDu pic.twitter.com/NSSuFpt5dG
— Akhbar Al Aan أخبار الآن (@akhbar) December 19, 2019
وأعرب اللواء عن قلقه من أن يعيد التاريخ نفسه، مشيراً إلى أول هجوم شنته قوات البشمركة ضد التنظيم في أغسطس/ آب 2014، وقال “الوضع الحالي يشبه الوضع في عام 2012، عندما كان التنظيم في بداياته في العراق ولا يزال يقوم بترتيب صفوفه وتحصيل الضرائب من أهل المنطقة، لكن إذا استمر الوضع كما هو في العام القادم، سيستعيد التنظيم قوته مجدداً وسيشرع في تنفيذ المزيد من الهجمات”.
من هو زعيم تنظيم #داعش الجديد؟ ولماذا يخفي هويته؟ #نهاية_البغدادي #مقتل_البغدادي@Ataa_AL_Dabbagh pic.twitter.com/H6zf2GFszO pic.twitter.com/pZnQcmBNmS
— Akhbar Al Aan أخبار الآن (@akhbar) November 22, 2019
وفي هذا السياق، قدر مسؤولو الاستخبارات الكردية أن عدد عناصر التنظيم في العراق حالياً يبلغ ما بين 4000 و5000 مقاتل، ذلك بجانب الخلايا النائمة والمواليين للتنظيم وأفكاره ومعتقداته، وعليه فقد أشار طالباني، إلى أن هنالك علاقة طردية ما بين تمكن التنظيم من المنطقة في العراق، ونشاطاته الدولية، فكل ما استطاع التنظيم ترتيب صفوفه وفرض سيطرته في العراق، سيسعى إلى تنفيذ هجمات دولية خارج العراق وسوريا.
من جانبه علق القائد الأعلى للجيش الأمريكي في العراق أن “التنظيم الإرهابي يحاول إعادة تشكيل نفسه، لكنه يتعامل مع آلية عسكرية ودفاعية مختلفة تتبعها قوات الأمن العراقية والكردية هذه المرة”. وأثنى على ذلك القائد العسكري الأمريكي الأعلى في العراق، ويليام سيلي، قائلاً إن “القوات الأمنية أفضل استعداداً مما كانت عليه في عام 2014، عندما سيطرت داعش على ثلثي العراق واستولت على الموصل، ثاني أكبر مدينة في العراق، دون مقاومة تذكر من المعارضة”، وأضاف “لا يعود ذلك إلى زيادة عدد القوات، فالأعداد ما زالت هي نفسها، إلا أننا قمنا بتدريبات مكثفة لتعزيز مهاراتهم العسكرية، فعلى سبيل المثال، نفذت قوات الأمن العراقية 170 عملية تطهيرية، وفككت 1700 عبوة ناسفة”، كما أكد سيلي، أن عناصر التنظيم لن يستطيعوا الصمود طويلاً بسبب آلية العمل الحالية للتنظيم، فالاختباء في الكهوف وفي الصحراء هي ظروف لا يمكن لأحد أن يتعامل معها لفترة طويلة، كما لا تسمح لمقاتلي التنظيم بالتحرك في مجموعات كبرى، حيث قال إن “أكبر مجموعة رأيتها منذ 6 شهور لم تتعدى 15 مقاتل”، لكنه أكد أنه لا يجب الاستهانة بعناصر التنظيم الإرهابي حتى ولو كان شخصاً واحداً فقط، حتى لا يعيد التاريخ نفسه، فالعراق شهد فيما قبل نمو تنظيم داعش الإرهابي من البداية إلى أن سيطر على ثلثي البلاد.
اقرأ المزيد:
مقتل القيادي في حراس الدين أبو خديجة الأردني في غارة للتحالف بإدلب