أخبار الآن | بيروت – لبنان (رويترز)
شكلت حركة الاحتجاج المناهضة للحكومة في لبنان والتي دفعت بالبلاد في أزمة اقتصادية عميقة منذ منتصف أكتوبر تشرين الأول، علامة فارقة غيرت نظرة الناشطة روان ناصيف إلى الوطن.
تقول المخرجة السينمائية والمتخصصة في علم دراسة الإنسان، والتي تبلغ من العمر 36 عاما، إن الأمر يبدو لها كما لو كانت هي وآخرون انتظروا طيلة حياتهم لكي يتجمعوا ويتظاهروا لوضع حد للفساد وتحسين الظروف المعيشية في البلاد.
وتجتاح لبنان منذ أكتوبر تشرين الأول 2019 موجة من الاحتجاجات العارمة ضد النخبة السياسية التي قادت البلاد إلى أسوأ أزمة منذ الحرب الأهلية بين عامي 1975 و 1990.
وقالت روان “ما عم أتخيل فسر قديش في كم حب بهالثورة.. في حب وفي حلم.. كأن كل حياتنا كنا ناطرين حب وحلم… أولاً عم تحسي بمسؤولية عالبلد كله.. يلي يمكن أهلنا حسوها بفترة ما.. ونحن عشنا بالرومانسية طبعا.. إنه نسمع مارسيل خليفة.. هلق بتحسي الأغاني إللي عم نطلعا هي الأغاني اللي راح تنسمع بعدين.. يعني أوقات هيك بمشي وبحس حالي بلحظة تاريخية”.
وقالت روان وهي تسير مع متظاهرين آخرين، إن الحب والإحساس بالحلم المشترك عزز حسها الوطني هي والآخرين من حولها.
ورغم أنها تحمل جواز سفر كنديا وعاشت في عدد من الدول، بما في ذلك قطر وإسبانيا، إلا أنها تقول إنها متفانية ومخلصة تماما لهذه القضية.
وأضافت “بترجعي بتمشي بأماكن.. خلص الشارع صار لإلك.. في أماكن كنا مسكرين الطريق فيها مثلا بتمشي بتحسي ييه هون نحن سكرنا طريق وأهل المنطقة عطونا أكل علاقتك مع المدينة غير.. صار في حب لبيروت بشكل مش طبيعي وحب لشباب الله ما كان يحطك معن بنفس المكان… صرنا بوقت تاني.. صرنا بلبنان تاني مرتاح مع حاله وعم بيعبر عن حاله”.
وتحث روان، التي بدأت مشاركتها في النشاط السياسي قبل فترة طويلة من بدء الاحتجاجات، الناس على عدم التركيز بشكل رئيسي على حجم وضخامة المظاهرات.
وتقول “كتير طبيعي يكون نفسنا طويل وما نقراها بس بالأعداد.. نحن مش ملايين.. نحن شعب آكل هوا للآخر عم بيثور وإذا أوقات بتخف تفكر شوي وبعرف استراتيجيا كيف بدو يروح هيدا شي كتير صحي وأساسي”.
وتعتبر روان أن كسر حاجز الخوف، وإسقاط حكومة سعد الحريري، وانتخاب محام مستقل رئيسا لنقابة المحامين في بيروت انتصارات مهمة للحركة.
لكنها تعتقد أن هناك حاجة إلى المزيد، بما في ذلك انتخاب طبقة حاكمة جديدة ونظام قضائي نزيه وانتخابات برلمانية.
وشكل لبنان حكومة جديدة الأسبوع الماضي برئاسة رئيس الوزراء حسان دياب بعد أن اتفق حزب الله الشيعي وحلفاؤه على حكومة يتعين عليها أن تعالج الأزمة الاقتصادية بشكل عاجل.
ويأمل لبنان أن تتمكن الحكومة الجديدة من سن إصلاحات ضرورية. وزعزعت الأزمة الثقة في البنوك وزادت المخاوف إزاء قدرة لبنان على خدمة أحد أكبر أعباء الدين العام في العالم. واستقالت الحكومة السابقة العام الماضي في مواجهة مظاهرات واسعة النطاق تتهم الأحزاب السياسية الراسخة بالفساد.
إقرأ أيضا: