أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة ( متابعات )
أفاد تقرير لموقع ” المونيتور”، بأنّ أفرادًا من الكادر الطبي الفلسطيني في قطاع غزة تلقوا تدريبات في إسرائيل للتعامل مع فيروس كورونا المستجد، ما أثار تساؤلات بين الفلسطينيين، حول ما إذا كان التدريب جاء من خلال التنسيق بين إسرائيل وحكومة حماس في غزة ، أو السلطة الفلسطينية في رام الله أو ربما عن طريق هيئة إنسانية.
ففي 11 أبريل / نيسان ، أعلنت قناة إسرائيلية أن الفرق الإسرائيلية دربت الأطباء والممرضات وعاملين في السلك الطبي في غزة، على علاج مرضى فيروس كورونا.
وذكر التقرير، أنّ فريقا من مركز “شيبا” الطبي في منطقة “رمات جان” شرق تل أبيب، عقد دورة تدريبية استمرت ساعات عدة لنحو 20 عاملاً طبياً من غزة عند معبر إيريز.
وبحسب التقرير ، فقد سُمح لمجموعة أخرى من الأطباء والممرضات في وقت لاحق بمغادرة قطاع غزة للتدريب في مركز “برزيلاي” الطبي في “عسقلان” بجنوب إسرائيل.
وقال فتحي أبو وردة ، مستشار وزارة الصحة في رام الله لموقع ” المونيتور”، “إنّ الوزارة نسّقت اجتماعًا لعشرة أطباء من غزة و 10 من أريحا مع أطباء إسرائيليين، للتدرب على علاج فيروس كورونا المستجد والإجراءات الطبية اللازمة لمنع انتشار الفيروس، مشيراً إلى أنّ التدريب تم في 23 مارس / آذار على الجانب الإسرائيلي من معبر إيريز ، مضيفاً، أنه “تم اختيار الأطباء حسب تخصصاتهم ، بما في ذلك الطب الوقائي وعلم الأوبئة والعناية المركزة”.
ومع ذلك، قال أبو وردة، إنّه من الغريب أنّ مجموعة أخرى من الأطباء والممرضات من حكومة غزة التي تديرها حماس، تلقوا تدريبًا في وقت لاحق داخل إسرائيل دون تنسيق مع وزارة الصحة في رام الله.
وتلقى أربعة أطباء من حكومة غزة ، بمن فيهم مدير التعاون الدولي في وزارة الصحة في غزة ، “عبد اللطيف الحاج” ، تدريباً داخل إسرائيل، وأوضح أنّ “ست ممرضات وفني مختبر قد خضعوا لدورة تدريبية أخرى داخل إسرائيل ، دون علمنا”.
وأشار أبو وردة، إلى أنّ وزارته علمت بالتدريب عندما غادر الفريق غزة عبر معبر “إيريز” ومر عبر حاجز السلطة الفلسطينية.
وأردف قائلاً، “لقد فوجئ الجميع بأنّ غزة نسقت مثل هذا التدريب، لأن السلطة الفلسطينية معروفة بالتنسيق مع الجانب الإسرائيلي ، وليس مع حكومة حماس”.
وقال أبو وردة، إنه “اتصل بوزارة الصحة في غزة لمعرفة كيف تم التنسيق ، لكنه لم يحصل على إجابة”.
وأفاد، بأنّ “حكومة غزة رفضت أيضًا إرسال عينات إلى رام الله لفحصها بحثًا عن الفيروس المستجد، وقامت بإرسالها إلى إسرائيل بدلاً من ذلك.
ولم يتم إبلاغ وزارة الصحة في رام الله بالمختبر الذي سيتم إنشاؤه في غزة بتبرعات من الشركات الصينية والإسرائيلية مضيفاً، ” لقد سمعنا عنها فقط في وسائل الإعلام، يبدو أن غزة كانت قادرة على إيجاد منفذ مباشر للتواصل مع الجانب الإسرائيلي دون علمنا “.
وشدد أبو وردة، على أن وزارة الصحة في رام الله لن تتوقف عن إرسال الدعم لغزة.
وقد اتصل الموقع بمدير مكتب منظمة الصحة العالمية في قطاع غزة، عبد الناصر صبح، الذي أكد أنّه “ليس لديه أي علم مسبق عن التدريب في إسرائيل.
بدوره قال مصدر مطلع في حكومة غزة لـ “المونيتور”، شريطة عدم الكشف عن هويته، إن “الحكومة لا تريد التحدث إلى وسائل الإعلام حول هذه المسألة ، حتى لا يتم الإعلان عن وجود علاقات بين إسرائيل وحكومة غزة”.
وأشار المصدر، إلى أنه “بموجب الاتفاقيات الدولية، فإن إسرائيل ملزمة بتوفير الاحتياجات الطبية والإنسانية في غزة”.
وعلمت ” المونيتور” من مصادر حقوق الإنسان، أن التنسيق للتدريب في إسرائيل، جاء من خلال أطباء حقوق الإنسان الإسرائيليين، الذين يتواصلون بشكل مباشر مع حكومة غزة لتقديم بعض المساعدة والدعم، وزعمت المصادر أنّ “حماس” تخفي العلاقة لتجنب اتهامات بالتطبيع مع إسرائيل.
وقال تيسير محسن ، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر في غزة ل “المونيتور”، “إنّ هذه التطورات تُظهر أن حكومة غزة تعمل على الحصول على الإمدادات وتخفيف حدة الأزمة الإنسانية في القطاع نفسه بدلاً من انتظار استجابة السلطة الفلسطينية”.
وأضاف: “يبدو أنّ حكومة غزة استغلت فيروس كورونا لصالحها، في علاقتها مع الجانب الإسرائيلي، وذلك لفحص مدى قبول إسرائيل لمسار إنساني مباشر بين غزة وإسرائيل، حيث يُفضل كلا الجانبين التعامل بشكل غير مباشر عندما يتعلق الأمر بالقضايا السياسية”.
ويعتقد محسن، أنّ تدريب أطباء غزة داخل إسرائيل قد تم تغطيته، لتجنب الانتقادات الشعبية، لأنّ الأخبار كانت ستُستغل من قبل أولئك الذين يعارضون حماس والمسار الإداري للنزاعات السياسية، وأنّ حكومة “غزة” لا تريد عرض الجانب الإنساني لإسرائيل ، قائلاً “إنّ القيام بذلك يمكن أنْ يؤثر على الجمهور الفلسطيني”.
أضاف، “كان من الأفضل لو أوضحت حكومة غزة كل التفاصيل”.
مصدر الصورة: REUTERS
إقرأ أيضاً: