أخبار الآن | بريطانيا – لندن (الشرق الأوسط)
ماذا بقي من القاعدة؟ سؤال يطرح نفسه بقوة بعد نحو 9 سنوات من قتل القوات الأمريكية لزعيم التنظيم أسامة بن لادن في الأول من شهر مايو / أيار عام 2011 في مخبئه بمنطقة “أبوت آباد” الباكستانية، وعلى ضوء الخسائر الكبيرة التي مني بها التنظيم وتآكله وغموض يلف مصير قادته وعلى رأسهم أيمن الظواهري.
صحيفة الشرق الأوسط، أوردت مقالاً استعرض جرداً مطولاً عن القاعدة وقادتها والتآكل الذي يلحق بها استناداً إلى عوامل متعددة من أبرزها سطوع نجم داعش قبل الهزيمة التي لحقت به في سوريا والعراق، والغموض الذي يلف مصير قادة القاعدة، وبدون أدنى شك الخلافات بين قادة التنظيم.
المقال الذي عنوانه كاتبه بـ”سنوات الظواهري.. ماذا بقي من القاعدة؟” أكد أن التنظيم بات متآكلاً بعد أن أصبحت قيادته غير مركزية ويطغى عليها مصريون، دون إغفال بطبيعة الحال “العمليات النوعية” التي باتت على ما يبدو مفقودة في أجندة التنظيم والذي كان يوماً يعتبر العدو رقم واحد للولايات المتحدة الأمريكية.
ويلفت المقال إلى التراجع الكبير لقيادة القاعدة في تخطيط هجمات وتنفيذها في العالم، وإن بدا ذلك واضحاً في أواخر عهد أسامة بن لادن، إلا أنه بات أشد وضوحاً ويصل إلى مرحلة “اضمحلال” تلك القيادة تحت إدارة أيمن الظواهري.
الكاتب السياسي كميل الطويل: هجمات 11 سبتمبر كانت السبب الرئيسي وراء تراجع القاعدة
الكاتب السياسي كميل الطويل لـ #أخبار_الآن: هجمات 11 سبتمبر كانت السبب الرئيسي وراء تراجع #القاعدة#إفلاس_الظواهري #أفول_القاعدhttps://t.co/wTyUiYaOme pic.twitter.com/WvWAPCTDN4
— Akhbar Al Aan أخبار الآن (@akhbar) May 2, 2020
وفي جرد لسلسلة الإصدارات الإعلامية للقاعدة في الفترة التي آلت فيها القيادة لأيمن الظواهري، خلفاً لبن لادن، تقول الصحيفة، إن ما يعرف بالقيادة العامة للقاعدة، “تحولت من منفذ مباشر للهجمات حول العالم إلى مجرد محرض للهجمات وموجه لها، ومبارك لها في حال تنفيذها”. كما أن مهام القيادة العامة على ما يبدو انحصرت مؤخرا في بث سلسلة إصدارات مرئية وسمعية للظواهري.
ويقول كاتب المقال، إن “هذه الإصدارات تبين أن الظواهري يقود التنظيم إلى حد كبير بمعاونة قيادي مصري آخر يدعى حسام عبدالرؤوف (أبو محسن) والذي يتولى الجانب الإعلامي، إلى جانب صهر الظواهري عبد الرحمن المغربي والذي تضاربت الأنباء حول مقتله قبل أعوام”.
إضافة إلى إصدارات لأيمن الظواهري، فإن حقبة ليست بالقليلة شهدت إصدار أشرطة لحمزة بن لادن نجل أسامة بن لادن يحرض فيها على تنفيذ هجمات ضد مصالح غربية، والثأر لأبيه، وكان واضحاً من تلك الإصدارات أن حمزة بن لادن يتمتع بنفوذ واسع داخل صفوف القاعدة، وهو ما يعزز ما ذهبت إليه بعض التقارير من أن نجل أسامة بن لادن، تتم تهيئته ليكون خليفة لأيمن الظواهري، إلا أن ذلك لم يتم بسبب مقتل حمزة على يد قوات مكافحة الإرهاب الأمريكية وفق ما صرح به البيت الأبيض.
الجدير بالذكر أن الهجمات التي كانت تنفذها طائرات مسيرة أمريكية ضد أهداف من القاعدة واستهداف قادة وشخصيات مهمة في التنظيم على الحدود الباكستانية الأفغانية، شكلت ضربة قاسمة للتنظيم واربكت حساباته، وتحول جهده من شن هجمات إلى محاولة إعادة بناء صفوفه بعيدا عن طائرات “الدرون” الأمريكية.
الكاتب السياسي كميل الطويل: قيادة القاعدة اصبحت عاجزة تماما على تنفيذ اي هجمات
الكاتب السياسي كميل الطويل لـ #أخبار_الآن: قيادة #القاعدة اصبحت عاجزة تماما على تنفيذ اي هجمات#إفلاس_الظواهري #أفول_القاعد #تنظيم_القاعدةhttps://t.co/wTyUiYaOme pic.twitter.com/vlrQFsAv2p
— Akhbar Al Aan أخبار الآن (@akhbar) May 2, 2020
ولم يغفل مقال الشرق الأوسط عن دور الصراع بين داعش والقاعدة في إضعاف الأخير وتآكله، وخاصة بعد صعود نجم أبوبكر البغدادي الذي صاحبه أفول نجم القاعدة. عزز ذلك بطبيعة الحال احتلال داعش لمساحات واسعة من العراق وسوريا في ذروة نشاطه، مستقطباً قيادات واسعة من صفوف “النصرة” التي بايعت القاعدة.
ضمن هذا السياق، شكل احتلال داعش لمساحات واسعة بين عامي 2014 و2015، دافعاً لكثير من المتشددين للالتحاق بصفوف التنظيم وكذلك مهد لتغير ولاءات جماعات متشددة حول العالم، لتستبدل القاعدة بداعش وبالتالي سُحبت مناطق نفوذ القاعدة من يدها وأعطيت لداعش.
وفي الوقت الذي كان فيه الظواهري منشغلاً بإعداد خطابات حول ضرورة كف هجوم داعش على مواليه “النصرة” في سوريا وضرورة كف البغدادي يده عن ذلك البلد والاكتفاء بالعراق، والتي كانت مجرد كلمات لم يعرها البغدادي أدنى اهتمام، بدا جلياً أن داعش انتزع لقب التنظيم الأكثر خطورة في العالم وأصبح العدو رقم واحد لأمريكا والدول الغربية.
ولم تفوت صحيفة الشرق الأوسط إيراد النزاع الذي طفا على السطح بين أبو محمد الجولاني قائد النصرة سابقاً والذي بايع الظواهري، وبين الأخير، بعد أن اضطر الجولاني إلى فك ارتباطه بالقاعدة وتغيير اسم جماعته مطلقاً عليها هيئة تحرير الشام، كل ذلك تحت ضغط الصراع بين النصرة وداعش وضعف مركزية الظواهري وتآكل تنظيمه، وهو ما مهد لوقوع صدام آخر تمثل بانشقاق مجموعة عن تحرير الشام وتمسكها بالظواهري وهي جماعة حراس الدين، والذي شكل العريدي أبرز قادتها.
وبعيدا عن سوريا فإن نشاط القاعدة في دول أخرى على سبيل المثال، الصومال والنيجير ونيجيريا ليس بأفضل حالاته، ففروع التنظيم في أفريقيا تعاني إلى جانب الغارات الأمريكية التي تستهدفها ليل نهار، من منافسة فروع داعش لها في تلك المناطق ولو ظهر في بعض الأحيان تعايش فيما بينها إلى حد ما، نتيجة مصالح مشتركة.
وتختتم الشرق الأوسط المقال بالتـأكيد على أن القاعدة باتت شبه مشلولة منذ مصرع بن لادن وهو ما أشارت إليه بأن “الظواهري سيجد نفسه الآن، بعد رحيل البغدادي، في مواجهة مباشرة مع زعيم جديد لداعش… جاء من صفوف القاعدة نفسها”.
أقرأ أيضا: