روميو موسى
أخبار الآن | المدينة العتيقة – تونس (تطبيق خبِّر)
إلى زمن قريب لم يتوقع أحد أن يوجد من يحول العالم إلى سجن كبير، لكن فيروس كورونا فعل ذلك.. كائن مجهري لا يرى بالعين المجردة أسكن ملايين البشر في بيوتهم، رسم وجها كئيبا في شوارع المدن وأطفأ أضواءها.. أخفى وراءه الاحتفالات والشعائر الدينية وحجب الحياة، حرمنا من الاحتفالات التي اعتدنا عليها بتونس كغيرها من البلدان، و ألبس العالم كسوة الحزن والأسى.
لرمضان هذا العام ظرف خاصّ، إذ دعت وزارة الشؤون الدينية ووزارة الصحة إلى إقامة الصلاة بالبيوت والإلتزام بالحجر الصحي دون التوجه الى المساجد أو الخروج من البيوت
مراسلة “تطبيق خبِّر” الميدانية في تونس “آية مقدّم”، كشفت أن أهالي تونس لم يعتادوا على رؤية شوارع المدينة التونسية بهذا الوجه الحزين حيث تكاد تنعدم فيها الحياة، فأزقة المدينة العتيقة بدت شبه خالية من المواطنين، كما أوضحت أن هذه السنة حلّ شهر رمضان دون أن تقيم العائلات التّونسية عاداتها وتقاليدها ترحيبا بشهر الرحمة والمغفرة.
ففي تونس وبحسب مراسلتنا، تستقبل العائلات الشّهر قبل قدومه بأيام تستعد فيه و تبعث أجواءه الروحانية وعاداته الفريدة، فهو مميز بتونس كغيره من البلدان العربية الأخرى،التي تختص بعادات و تقاليد وقيم مختلفة تميزها عن غيرها. لكن هذه السنة لم يكن لرمضان نفس الطابع الذي اعتدنا عليه، فرائحة رمضان لم تنبعث أو كما يقول التّونسيون “ما شميناش ريحة رمضان”.
التحضيرات لرمضان اختلفت هذه السنة عن سابقاتها، فسابقاً كانت الشوارع تمتلئ ليلاً ونهاراً، وتكثر الحركة والحياة، في أجواء من المشاعر الدينية فترى الكل في طريقه لإقتناء ما لذّ وطاب من حلويات تقليدية، مشروبات وأكلات شعبية شهيرة لا تكاد تغيب عن مائدة الإفطار طوال شهر الصيام، وتتزين المدينة العتيقة بلباس مميز لا تماثله زينة، تنشط فيها الأسواق والمحلات التّجارية.
وكانت ليلاً تدب حركة غير طبيعية في الشّوارع، فتتزين واجهات المقاهي وتتلألأ صوامع المساجد، فتمتلئ الجوامع في كل محافظات البلاد بروادها للصلاة، الدعاء والذكر ويعلو صوت الإمام بتلاوة خاشعة للقرآن مما تيسر قراءته في كل ليلة. عقب إفطارهم يتسابق الكل لحضور صلاة التراويح ومواكبة مجالس الذكر، فيمتلئ صحن جامع الزيتونة بالمدينة العتيقة بآلاف الزائرين.
للمزيد: