أخبار الآن | دمشق- سوريا (وكالات)
لم تكد تمر ساعات قليلة على ظهور أسماء الأسد، زوجة رئيس النظام السوري بشار الأسد، وإعلانها منحة مالية لجميع جرحى جيش النظام، حتى عاود رامي مخلوف، ابن خال الأسد ورجل الأعمال المعاقب دوليا لفساده، الظهور بفيديو جديد، معلنا فيه أن جهات في النظام تريد إقالته من منصبه كرئيس مجلس إدارة شركة “سيرتيل” للاتصالات.
وعلى خلاف فيديوهاته السابقة، في 30 نيسان/ أبريل، و3 أيار/ مايو، لم يتوجه مخلوف بكلمته إلى بشار الأسد، ولم يسمّه في أي جزء من ظهوره الثالث الذي يعكس في مضامينه، انهيار كافة المفاوضات بينه ونظام الأسد، لتكون الأمور مرشحة نحو التصعيد الذي يمكن أن يتخذ أشكالا مختلفة.
وكشف مخلوف أن جهات في النظام، لم يسمها، طلبت صراحة بإقالته أو استقالته من منصبه رئيسا لمجلس إدارة “سيرتيل” معلنا رفضه التنحي، ومؤكداً استقالة شقيقه من منصب نائب رئيس مجلس الإدارة.
وقال إن ما يطلب منه، هو عبارة عن “تنازل” لصالح “أشخاص معينين” لم يسمهم، إلا أنه استعمل تعبير “أثرياء الحرب” وهاجمهم أكثر من مرة.
وأعلن مخلوف، عن فشله بإطلاق سراح موظفيه المعتقلين في سجون النظام، وتقدم لهم باعتذار، معتبرا أن جميع الإجراءات التي اتخذت بحقه، هي إجراءات “غير رسمية” وغير “نظامية”. وتطرق إلى المبلغ الذي طالبته الهيئة الناظمة للاتصالات والبريد، بدفعه لصالح خزينة النظام، ومقداره 230 مليار ليرة سورية، مكررا اعتبار ذلك المبلغ بأنه ليس ضريبة وليس حقا للدولة، إلا أنه سيدفعه، كمساعدات لأنصار النظام.
أما عن جهات في النظام، طلبت أن يصبح رامي مخلوف خارج الشركة وقالوا “هذا أمر”، كما قال، فردّ مؤكدا بأنه لن يتنازل ولن يتخلى، مضيفاً: “يبدو أنكم لا تعرفونني”.
وكشف رجل الأعمال المعاقب منذ عام 2008 لتورطه بقضايا فساد، عن تهديدات تكررت بحبس موظفي الشركة الكبار والسيطرة الكاملة على “سيرتيل” من قبل جهات تابعة لنظام الأسد، كما قال.
وأوضح مخلوف، أن النظام طرح على شركته، التعامل الحصري مع شركة محددة لم يسمّها، وأن هذه الشركة قادرة على تأمين جميع مستلزمات الشركة “من المسمار وحتى البرج” كما قال، معلنا رفضه التعاقد حصريا مع تلك الشركة المذكورة.
وذكر بأن النظام طالب شركته بأن تدفع دائماً، 50% من مجمل نشاطها، معتبرا أن هذا الشرط هو عمليا إنهاء للشركة وتحطيم لها، قائلا إن هذا يعني أن نقوم نحن بالدفع من جيوبنا لتأمين مثل تلك النسبة التي تعني أكثر من 120% من الأرباح، كما قال مؤكداً أن النظام هدد في حال عدم الدفع بـ”وإن لم تفعلوا هذا الشيء، سنسحب الرخصة، ونحجز الشركة. ولديكم يوم الأحد، إما أن تنفذوا وإلاّ نأخذ الشركة ونوقع حجوزات عليها، والحبس!” فقال: “أنتم هكذا، تخربون اقتصاد سوريا” بوصفه. وهدد بقوله: “هذا أمر لا تستطيعون احتماله”.
وبدا من خلال كلمة مخلوف، تعرضه وتعرض موظفيه جميعا، لتهديد ووعيد، كما سمى أكثر من مرة. قائلا إن إجراءات النظام بحقه وحق شركاته، سيعرض اقتصاد البلاد كله للخطر، بحد تعبيره. وقال: “إذا وصل بهم التمادي، حتى عليّ أنا، فلا حول ولا قوة إلا بالله، فستنهار الشركة، وينهار الاقتصاد”.
وختم مخلوف كلامه متوجها إلى من سمّاهم “أصحاب القرار” قائلا إن “هذا الكلام، لا يجوز. أثرياء الحرب معروفون ولا يهمهم إلا جانب واحد” مصنفاً نفسه بأنه من أثرياء ما قبل الحرب.
وعلى الرغم من الأزمة الاقتصادية والمالية الخانقة التي يمر بها نظام الأسد، أعلنت زوجة رئيس النظام السوري، السبت، عن منحة مالية لجميع جرحى النظام، بعدما كان مخلوف قد طالب الأسد أكثر من مرة، بتوزيع المبلغ المالي الذي سيدفعه، إلى من سماهم “الفقراء”. الأمر الذي فسره محللون، بأنه يعكس صراعاً “على بيئة الأسد” لكسبها، من قبل الطرفين، إلى صالحه، وأن منحة أسماء الأسد، لجميع جرحى النظام، جاءت لقطع الطريق على محاولات مخلوف، كسب تلك البيئة التي يزعم دائماً أنه يقدم لها ما يصفها بالمعونات.
إقرأ أيضاً: