أخبار الآن | بغداد – العراق ( AFP )
يخرق سيد مزهم هدوء شوارع بغداد ليلا داعيا الصائمين خلال شهر رمضان لتناول طعام السحور.
على مدى عشر سنوات يسعى هذا المسحراتي البالغ 45 عاما للحفاظ على تقاليد عائلته من خلال إنشاد الأدعية التي تعلمها من والده وشقيقه.
الهدوء أمر لم تألفه شوارع بغداد، ثاني أكبر مدينة في العالم العربي، التي تضم عشرة ملايين نسمة.
هذه العاصمة كانت تعج بالحركة، خصوصا خلال ليالي شهر رمضان.
لكن الوضع تغير، خصوصا بعد تفشي فيروس كورونا وقرار منع التجول الذي اتخذته الحكومة لاحتواء الوباء من الساعة الخامسة عصراً حتى الخامسة صباحا.
موسى البديري عضو في الدفاع المدني العراقي لم يهدأ منذ بداية الجائحة.
كان فريقه يجوب شوارع بغداد لنشر التوعية والتحذير من مخاطر هذا الفيروس.
لكن بعض العراقيين لم يحترموا إجراءات التباعد الاجتماعي، لأن التفاعل الاجتماعي يشكل عنصرا أساسيا لديهم.
ومع انهيار أسعار النفط الخام الذي يشكل موردا أساسيا لعائدات العراق، فإن نسبة الفقر التي تقدر حاليا ب20 % قد تتضاعف هذه السنة.
مرتضى كان يعمل داخل مطعم لمدة ثلاث سنوات في خدمة توصيل الطعام، كان يكسب بضع مئات من الدولارات شهرياً، ولكن كباقي المياومين أثرت الجائحة على مدخوله.
ومع تخفيف قيود الإغلاق خلال شهر رمضان، ينطلق مرتضى على دراجته النارية لتقديم وجبات الطعام للزبائن حتى آخر دقيقة، قبل أن يبدأ موعد حظر التجول.
وتعج مساجد العراق بالمصلين خلال شهر رمضان، لكنها كانت خاليةً هذه السنة، والمصلون يؤدون الصلاة في منازلهم.
وسيتذكر المسلمون في جميع أنحاء العالم شهر رمضان خلال فترة فيروس كورونا على أنه شهر مختلف كليا عن كل السنين السابقة، اعتمدوا خلاله طقوسا جديدة كي تظل التقاليد القديمة حية في قلوبهم.
للمزيد :