أخبار الآن | دمشق – سوريا (تطبيق خبِّر)
عندما تتجول في شوارع العاصمة السورية دمشق ستشاهد انتشار باعة على الأرصفة يبيعون مواد غذائية مختلفة من الزيت والبرغل والحمص والعدس وغيرها من المواد، والمشترك بينها جميعها أنها تحمل شعارات منظمة الغذاء العالمي.
مراسل “تطبيق خبِّر” الميداني في دمشق “علي ديب” التقط صوراً حصرية لهذه البسطات في أسواق دمشق ومنها حيّ مساكن برزة، واطلع على طرق البيع ومصدر هذه السلع الغذائية من الباعة، والذين تحدثوا بأنهم يبيعون المساعدات الغذائية الإنسانية التي تصل إلى بلدهم عن طريق المنظمات الإنسانية والإغاثية العالمية ومن بينها برنامج الأغذية العالمي.
وأشار الباعة إلى أن هذه المواد الغذائية تلقى رواجاً ما بين المواطنين لأنها تباع بأسعار أرخص من مثيلاتها من السلع في الأسواق، لكونها تدخل إلى البلاد بدون رسوم جمركية ولا يتم استيرادها، وإنما هي مساعدات غذائية أممية معفاة من أي ضرائب ورسوم.
وعن كيفية وصولها إلى بسطات الباعة على الأرصفة فيما يجب أن تكون قد وزعت على الأسر السورية المحتاجة لها والتي خصصت لها من قبل المنظمات الإنسانية الدولية، إذ أوضح عدد من الباعة أنها تصل إليهم عن طريق وسطاء يقومون بإخراجها من المستودعات وبيعها للتجار والباعة على الأرصفة.
بينما أشار البعض الآخر من الباعة إلى أنهم ينتظرون أمام مقرات الجمعية الخيرية التي تقوم بتوزيع هذه المساعدات الغذائية على الأسر المسجلة لديها، ويشترون من الأسرة ما لا تحتاجه من هذه السلع مثل الحمص أو العدس، كما أن هناك أسر تقوم ببيع مخصصاتها بشكل فوري لكونها تحتاج للمال.
وعن أسعار هذه المواد الغذائية فتبين أنها ارتفعت على الرغم من أنها مساعدات أممية ولا يتم استيرادها، ومع ذلك فإن أسعارها بقيت أقل من أسعار الأسواق بفوارق متفاوتة، وذلك بعد أن ارتفعت الأسعار بشكل كبير في سوريا نتيجة انهيار الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي ما أدى لزيادة التضخم.
فمثلاً سعر ليتر زيت دوار الشمس من المساعدات الغذائية هو 3200 ليرة سورية، فيما سعره في المحلات التجارية يصل إلى 3700 ليرة سورية، وسعر كيلو الحمص 600 ليرة سورية، وسعره في الأسواق قد وصل إلى 1000 ليرة سورية.
واللافت في انتشار هذه البسطات هو أنها تبيع على “عينك يا تاجر”، أي تحت أعين الرقابة التموينية في حكومة النظام السوري والتي يفترض وبحسب قوانينها عدم السماح ببيع هذه المساعدات الغذائية لأنها أصلاً غير مخصصة للبيع.
ولكن وبحسب الباعة فإن المراقبين التموينيين يغضون أبصارهم عن الباعة لقاء مبالغ يحصلون عليها، فيما يقوم باعة آخرون بعرض منتجاتهم في أيام العطل لأن دوريات الرقابة تكون أقل.
للمزيد:
مقاهي دمشق خاوية من روادها بسبب جنون الأسعار ومنع تقديم الأراكيل