أخبار الآن | مخيم اليرموك – سوريا (تطبيق خبِّر)
مخيم اليرموك أشهر من نار على علم في سوريا، لكونه يعد أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين قبل اندلاع الأحداث في سوريا، وقد حدثت العديد من القصص المأساوية داخل المخيم المذكور.
مراسلة “تطبيق خبِّر” الميدانية في دمشق “عفراء عبد العال”، التقت بإحدى المهجرات الفلسطينيات من المخيم وتدعى أم أويس وحدثتها عن رحلة تهجيرها وكيف عادت لتجد منزلها وقد تحول لأحد مراكز التعذيب التي أقامها تنظيم داعش الإرهابي.
أم أويس حصلت على تصريح بالدخول للكشف على منزلها من إحدى الجهات الأمنية في دمشق والمسؤولة عن المنطقة، وكانت تتأمل أن تجد ما يمكن أن يعيد لها الأمل بإمكانية العودة لمنزلها والذي يقع قريباً من مقبرة الشهداء في مخيم اليرموك.
وتروي كيف أنها وصلت إلى منزلها لتجده وقد تحول إلى مقر لتعذيب السجناء والمعتقلين من قبل تنظيم “داعش”، وقد التقطت عدة صور تظهر وجود رافعة معلقة بسقف منزلها كانت تستخدم لرفع المعتقلين وتعذيبهم، وذلك بحسب رواية من تبقى من سكان المخيم والذين أخبروها ما كان يحدث في منزلها، من عمليات تعذيب وقتل لمن يعتقلهم تنظيم “داعش” ويعلقهم بسقف منزلها.
البناء بالكامل قد تعرض للتخريب والنهب والحرق وأصبح غير قابلاً للسكن، وقد تعرض درج البناء للتدمير نتيجة المعارك التي دارت في المخيم وأصبح غير صالح للاستخدام ولذلك لم تتمكن أم أويس من الدخول إلى منزلها لالتقاط صور من داخله.
وبذلك أصبحت أم أويس مشردة من جديد، دون أي تعويض إن كان من حكومة النظام السوري أو من قبل المنظمات الفلسطينية والتي كانت تنشط في المخيم تحت عدة مسميات.
وبحسب رواية أم أويس فإن زوجها المتوفي رفض الخروج من مخيم اليرموك عندما حدثت أول هدنة ما بين النظام السوري والمعارضة المسلحة في العام 2013، حيث خرج الآلاف من أبناء مخيم اليرموك تاركين منازلهم وارزقاهم وبلغت نسبة النزوح حينها حوالي 90% فيما رفض القسم المتبقي الخروج، وكان منهم زوج أم أويس.
ولكن في العام 2015 دخل تنظيم داعش، وقام بالتنكيل بالأهالي والتضييق عليهم وبعد مفاوضات عسيرة، تم التوصل لاتفاق لإخراج من تبقى من سكان المخيم وكان عددهم لا يتجاوز الثلاثة آلاف.
وكنت أنا وأولادي من بين المغادرين- تتحدث أم أويس- وذلك بعد أن فقدت زوجي نتيجة قصف متبادل بين قوات النظام السوري و”داعش”، وبدأت رحلة النزوح ما بين أحياء دمشق حتى استقريت في ضاحية قدسيا وهي إحدى ضواحي العاصمة دمشق.
الآن تتحسر أم أويس على منزلها المدمر بعد أن كانت تتأمل أن تجد ما يعينها على بقية أيامها بعد أن خسرت زوجها وقامت بتسفير أحد أبنائها إلى ألمانيا لتمنعه من الانخراط بإحدى المنظمات الفلسطينية والتي كانت تشارك في المعارك بدمشق.
وتذكر أم أويس بحسب ما وصلها من روايات بين أبناء المخيم إن بعض الأشخاص قبضوا مبالغ مالية كبيرة لتسهيل مرور المسلحين وسيطرتهم على المخيم وبعد السيطرة على المخيم حدثت خلافات حول المبالغ وتمت تصفية عدد من المتورطين بإدخال المسلحين.
والجدير بالذكر أن مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين تأسس عام 1957 جنوبي العاصمة السورية دمشق، وكان عدد سكانه قد وصل لأكثر من مليون نسمة قبل أن تندلع المعارك فيه وحالياً أصبح ذكرى في أرشيف اللاجئين الفلسطينيين.
للمزيد:
المساعدات الغذائية المجانية تُباع على أرصفة دمشق والنظام السوري يغض الطرف
مقاهي دمشق خاوية من روادها بسبب جنون الأسعار ومنع تقديم الأراكيل