أخبار الآن | إدلب – سوريا
بعد نحو يومين على اعتقال هيئة تحرير الشام للقيادي في جماعة حراس الدين جمال زينية أو كما يعرف بـ “أبو مالك التلي” بتهمة “التحريض على شق الصف والتمرد وإثارة البلبلة” تدور تساؤلات عدة عن الأسباب الحقيقية التي دفعت الهيئة لاعتقال التلي، وسط أنباء تتحدث عن تصاعد التوتر بين الجماعات المسلحة في إدلب.
تحرير الشام تفرض قيوداً على من يريد ترك صفوفها
وأصدرت هيئة تحرير الشام بياناً فرضت بموجبه قيوداً على كل منتسب إليها يرغب في ترك صفوفها. ومن أبرز تلك القيود، ضرورة مراجعة لجنة في الهيئة والحصول على براءة ذمة.
ولعل من أبرز الشروط التي ضمها البيان، حظر المنشق عن الهيئة تشكيل أي فصيل أو تجمع مهما كانت الأسباب وفق ما أورده البيان، وهو ما يبرهن وفق مراقبين على السبب الحقيقي وراء اعتقال التلي بعد تشكيله غرفة عمليات فاثبتوا إلى جانب جماعات أخرى في إدلب.
وتحدث ناشطون من داخل المحافظة التي تقع في الشمال الغربي من سوريا، عن أسباب أخرى دفعت هيئة تحرير الشام إلى اعتقال أبو مالك التلي، أبرزها تصاعد الخلاف بينه وبين أبو محمد الجولاني زعيم الهيئة، وخاصة بعد تشكيل غرفة عمليات “فاثبتوا”.
وكانت مجموعة من الفصائل أعلنت، في 12 من حزيران الحالي، عن تشكيل غرفة عمليات تحت اسم “فاثبتوا”، في خطوة اعتبرت تحديًا من بعض قياديي الهيئة السابقين للفصيل.
وضمت الغرفة 5 فصائل، هي “تنسيقية الجهاد”، و”لواء المقاتلين الأنصار”، و”جماعة أنصار الدين”، و”أنصار الإسلام” و”حراس الدين”. وكان هذا التكتل توسيعاً لحلف سابق، أعلنته تنظيمات “أنصار الدين” و”أنصار الإسلام” و”حراس الدين” في 2018، وسمي غرفة “وحرض المؤمنين”.
وعارض التلي إلى جانب قادة سابقين للهيئة، السياسات الأخيرة التي تبناها الجولاني وخاصة فيما يتعلق بملف المفاوضات الدولية حول إدلب والموقف من إرسال قوات أجنبية إليها.
واعتبر ناشطون أن اعتقال التلي شكل ضربة لحراس الدين وللتيار الأكثر تشددا في إدلب خاصة بعد اعتقال الهيئة، “سراج الدين مختاروف”، المعروف بــ”أبو صلاح الأوزبكي“، المنضوي في صفوف تنظيم “جبهة أنصار الدين”، ومقتل خالد العاروري المعروف بـ”أبو القسام الأردني” والقيادي في حراس الدين في غارة “درون” يُعتقد أنها أمريكية في ريف إدلب الأسبوع الماضي.
وكان التلي أعلن في الـ7 من شهر نيسان الماضي، استقالته عن هيئة تحرير الشام بعد أن شغل عضو مجلس شورى فيها. وقال في بيان، إن “سبب مفارقة الهيئة هو جهله وعدم علمه ببعض سياسات الجماعة أو عدم قناعته بها”.
ويُحسب التلي على التيار الأكثر تشدداً في تحرير الشام، إلى جانب القياديين السابقين أبو الفتح الفرغلي وأبو اليقظان المصري.
وعرف عن التلي إدارته لبعض العمليات الرئيسية التي قامت بها جبهة النصرة قبل أن تغير اسمها إلى هيئة تحرير الشام، وأبرزها اختطاف 12 راهبة في ديسمبر 2013 من معلولا ، واقتحام مجموعة تابعة له عام 2014 بلدة عرسال الحدودية اللبنانية لفترة وجيزة، حيث قاموا بأسر أكثر من عشرين جندي وشرطي لبناني، لتقوم جبهة النصرة بعد ذلك بعملية تبادل للأسرى مع القوات اللبنانية.
الخبير في الجماعات المتشددة فاضل أبو رغيف يوضح في لقاء خاص لأخبار الآن تبعات اعتقال التلي على الصراع بين الفصائل في إدلب
أقرأ أيضا: