أخبار الآن | بغداد – العراق (أحمد التكريتي)
منذ بدء احتجاجات تشرين الأول (أكتوبر) 2019 وأصوات الشباب الشيعة في العراق ترتفع ضد إيران وسياساتها في العراق، ورفعوا شعارات مناهضة وأحرقوا صور الخُميني وخامنئي وسُليماني في محافظات جنوبية تُعتبر معقل أتباع المذهب الشيعي.
وبرز الشباب الشيعة في العراق خلال الأشهر الماضية كقوة مناهضة للنفوذ الإيراني في العراق، وطرحوا بدائل عن العلاقة الأحادية الموجودة حالياً، منها: أن يكون تعامل إيران مع العراق الدولة، وليس مع ميليشيات أو أحزاب.
بدأ صوت الشباب الشيعي للوهلة الأولى مطالباً بالخدمات، ثم تعمق في مطالبه حتى وصل إلى مرحلة التساؤل عن “فائدة النفوذ الإيراني في المناطق الشيعية الغنية والتي تُعاني من نقص في الخدمات في ذات الوقت”.
هذا الصوت المرتفع للشباب الشيعة بالضد من إيران تسبب بتعرضهم إلى أعمال عُنف من قبل الميليشيات الموالية لإيران، فتم خطف محتجين وقتل بعضهم وتهديد البعض الآخر، فيما هرب بعضهم باتجاه محافظات أخرى.
ويوم أمس (الأحد) رفع المحتجون في محافظة كربلاء الشيعية هتافات ضد إيران: “ثورية ياثورية، ضد إيران الجمهورية”، في تعبير واضح وصريح عن رفضهم لسياسة إيران في العراق.
وقال علي آل فرعون وهو أحد ناشطي كربلاء لـ”أخبار الآن” إن “موقفنا من إيران ليس عدائياً، بل هو موقف الدفاع عن العراق من نفوذها. لا مشكلة لدينا لو جاءت إيران واحترمت سيادتنا وتعاملت مع الدولة العراقية وليس مع الميليشيات”.
وأضاف: “هذه الهتافات التي نرفعها ضد إيران، هي هتافات رفض. لم نعد نسكت على دعمها للميليشيات ونهب ثروات البلد”.
هذه ليست المرة الأولى التي يهتف فيها شباب المحافظات الشيعية ضد إيران، ففي وقت سابق أحرقوا قنصلياتها في البصرة وكربلاء والنجف، ومزقوا صور قادتها أيضاً.
وقال المحلل السياسي علي العكيلي لـ”أخبار الآن” إن “إيران صوّرت طيلة السنوات الماضية على أن شيعة العراق تابعين لها، وهذا تضليل ومناف للحقيقة”.
وأوضح أن “إيران لعبت دوراً سلبياً في تدمير المجتمع الشيعي، فأدخلت له المخدرات والسلاح وعملت على تحطيم كل ما يتعلق به حتى يصل مرحلة الفقر والجهل. من حق هؤلاء الشباب أن يصرخوا بوجه إيران عالياً”.
وذكر ناشط من محافظة البصرة، يخشى على حياته من ذكر اسمه :”نحن شباب الشيعة قاتلنا ضد داعش، وحاولت إيران أن تقول بأننا تابعين لها. عندما إنتهى القتال عدت إلى عملي واليوم أتظاهر ضد النفوذ الإيراني”.
وأوضح لـ”أخبار الآن” أنه “ليس لإيران مجالاً في المدن الشيعية، حتى الشباب الذين يحملون السلاح مع الميليشيات التابعة لها، لو توفرت لهم فرص عمل لتركوها. نحن نهتف ضد إيران لأنها امتصت العراق وابتلعته”.
كانت تعتقد إيران قبل تشرين الأول (أكتوبر) 2019 بأن المحافظات الشيعية هي ملاذها الآمن، ولا يُمكن أن تعلو الأصوات ضدها أبداً، لكنها اليوم تواجه حقيقة مُرة بالنسبة لها فوجودها في الجغرافية الشيعية بات مهدداً.