أخبار الآن | حضرموت – اليمن (تطبيق خبِّر)
مع انتصاف شهر سبتمبر، بدأ مربو النحل، أو مايُعرف بـ”النحالين” في وادي حضرموت جنوب شرقي اليمن، برفع وتيرة تحضيراتهم استعداداً لبدء موسم عسل السدر، الذي يعد أفضل أنواع العسل وأكثرها شهرة على مستوى العالم.
المراسل الميداني لـ”تطبيق خبَّر” في اليمن “عمر يعقوب”، قام بزيارة إلى عدد من مراعي النحل في وادي حضرموت، اطلع خلالها على طريقة استعدادتهم وتحضيراتهم لموسم عسل السدر.
وخلال الزيارة كشف محمد خميس، وهو مربٍ وتاجر عسل، للمراسل الميداني لـ”تطبيق خبَّر” في اليمن، أنه وعلى خلاف الأعوام الماضية، فقد أتمّ تجهيز خلايا النحل الخاص به لموسم عسل السدر لهذا العام مع حلول منتصف شهر سبتمبر، وذلك حتى يتلافى التأخير الذي حدث له العام الماضي، حيث أعاقته بعض الظروف عن الاستعداد المبكر للموسم”.
وأشار خميس إلى أنه قام بتجهيز الخلايا بعد تصفيتها من العسل القديم، استعداداً لنقلها إلى الأودية والشعاب حيث توجد أشجار السدر أو العلب التي يتغذى عليها النحل.
ونوه خميس بأنه وخلال عملية انتاج العسل يتم سقي النحل بكمية محددة من السكر لترطيب البُنى (الشمع)، حتى لا يلجأ النحل لمص العسل الموجود في الخلية كغذاء له.
ويبدأ موسم عسل السدر في وادي حضرموت، مطلع شهر أكتوبر، مع دخول مايسمى بنجم الدلو، الذي يعد أحد النجوم الفلكية وفقا لحساب متوارث ومعتمد في حضرموت لتحديد فصول السنة بحسب تقلبات الأحوال الجوية، حيث تزهر وتثمر أشجار السدر.
هذا ويستمر موسم عسل السدر، وفقاً للحسابات الفلكية الحضرمية، لمدة ثلاثة نجوم هي: الدلو، والحدث والنطح، أي ما يعادل 40 يوماً بلياليها، قبل أن تبدأ عملية استخراج العسل في نجم يسمى البُطين.
ويمثل الاستعداد لموسم عسل السدر، أهمية كبرى بالنسبة للنحالين في وادي حضرموت، نظراً لجودته وقيمته الغذائية العالية وارتفاع عائده المادي، إذ يصل سعر الكيلوغرام الواحد منه إلى 80 ألف ريال يمني (نحو 100 دولار أميركي)، كما يتم تصديره لدول الجوار.
لكن وعلى خلاف مواسم عديدة مضت، لم يعد موسم عسل السدر خلال العامين الماضيين، وفيراً لمربي النحل في وادي حضرموت، حيث شكا العديد منهم للمراسل الميداني لـ”تطبيق خبِّر” من معاناتهم من كثير المعضلات التي قللت من كميات انتاج العسل المنتجة وأضعفت من وجودته، في مقدمتها كثرة النحالين الوافدين إلى وادي حضرموت من المحافظات الأخرى، وعدم التزام غالبيتهم بالشروط المُقرة من جمعية النحالين، والمتمثلة بعدم سقي النحل بالسكر بصورة مبالغة حتى لايفقد العسل قيمته وجودته.
وعلى الرغم من المعوقات التي تواجهها عملية انتاجه، فإن عسل السدر الحضرمي بشكل عام، والذي ينتجه النحل في مناطق وادي دوعن بشكل خاص، لازال محافظاً على جودته العالية، ويتمتع بالشهرة ذاتها على المستوى العالمي، كما أن الطلب عليه في ازدياد عاماً بعد آخر.