أخبار الآن | سنجار – العراق (al-monitor)
رغم الصعوبات الجمة في مخيمات اللاجئين العراقيين، حقق الطلبة الأزيديون أعلى الدرجات في امتحانات القبول في الجامعات العراقية.
على الرغم من المعاناة الكبيرة التي يعانيها الازيديون في مخيمات اللجوء، أظهرت نتائج امتحانات الباكالوريا في العراق، والتي أعلنت في الـ 7 من تشرين الأول (أكتوبر) الجاري أن 25 طالبا أزيدياً صنفوا ضمن الطلبة الأوائل، وتأهلوا لكليات الطب والهندسة، وفق ما نقل موقع “المونيتور”.
وأشار الموقع إلى أن من بين هؤلاء الطلبة كل من هبة قاسم ونواف الياس، وهما طالبان أزيديان يعيشان في مخيم للنازحين شمال العراق، حازا المرتبتين الأولى والثانية على التوالي في العراق.
وتعرض الأزيديون العراقيون لإبادة جماعية في مناطقهم على يد داعش الإرهابي العام 2014، ما دفعهم إلى الفرار من إقليم كردستان العراق، والمناطق المجاورة الأخرى، التي يقطنونها، والتمركز في مخيمات للاجئين تفتقر إلى الاحتيجاجات الأساسية، وهو ما أثر سلباً على حياتهم، لا سيما في مجال التعليم، بسبب عدم توفر البيئة المناسبة للدراسة.
الطالبة هبة قاسم كانت تقطع عشرات الكيلومترات بالسيارة من مخيم القادية للاجئين الإزيديين النازحين إلى مدرستها في محافظة دهوك، يومياً، وهو ما دعاها إلى الحديث عن معاناتها، التي لم تمنعها من تحقيق حلمها في الحصول على المرتبة الأولى في امتحانات البكالوريا في العراق.
ومنذ موجة النزوح في 2014، تعيش قاسم في خيمة متواضعة بعد أن فقدت العديد من أفراد عائلتها، في ظل أوضاع قاسية.
الياس، الذي يعيش في مخيم شاريا للاجئين، واجه ذات المصاعب والتحديات، لكن ذلك لم يمنعه من الوصول إلى المرتبة الثانية بعد قاسم – وإن كان ذلك بفارق ضئيل.
يتحدث الياس عن أوجه القصور والقيود التي يعاني منها قطاع التعليم، وتحديداً لدى أعضاء هيئة التدريس، فضلا عن عن عدم استقرار الوضع مع استمرار الأزمات والصراعات التي يعاني منها المجتمع الأزيدي بشكل خاص، والعراق بشكل عام.
وأوضح أنه لا توجد مساحة كافية مخصصة للتعليم في مخيمات اللاجئين، إضافة إلى النقص في الكتب المدرسية، والمستلزمات التعليمية الأخرى، واصفاً جهود الطلاب الأيزيديين بـ “الإنجاز العظيم”.
ويواجه التعليم في سنجار، التي خضعت إلى سيطرة تنظيم داعش الإرهابي لأكثر من ثلاث سنوات، العديد من المشكلات، أبرزها النقص في أعضاء هيئة التدريس والمباني الملائمة للمدارس، وفقا لميرزا ديناي، مدير الجسر الجوي العراقي الذي يساعد الأيزيديين في التغلب على مواجهة الصعوبات التي تعترض حياتهم.
وقال ضناي، وهو أزيدي يقيم في أحد المخيمات إن “المدارس البعيدة والمسافات الطويلة للوصول إليها – غالباً عبر طرق تُرابية، وعبر نقاط تفتيش عسكرية مختلفة داخل مديرية سنجار – تشكل عقبات رئيسية أمام الطلاب، الأمر الذي تسبب في تسرب العديد من الطلاب من المدارس؛ حيث لم يتمكنوا من تحمل تكاليف النقل من وإلى المدارس والمخيمات والمدن”.
ويفاقم من هذه المعاناة – وفق ضناي – ارتفاع تكلفة السكن الطلابي الأ يزيدي في المدارس والجامعات، والتي يقع مُعظمها في إقليم كردستان أو محافظة نينوى، والتي لا تزال تواجه الأخطار التي تُشكلها الجماعات المسلحة، والتهديدات المتكررة للأيزيديين والأقليات الأخرى.
من جهته، اتفق حسن سعيد حسن، مدير قسم التخطيط في مديرية التربية والتعليم في سنجار، مع ضناي في ما يتعلق بتحديات التعليم في المناطق الأيزيدية، مضيفاً أن مشكلة انقطاع الإنترنت دفعت العديد من الطلاب إلى تجاهل الدورات عبر الإنترنت والاستمرار في الذهاب إلى المدارس بدلاً من ذلك على الرغم من المخاطر الصحية التي يشكلها فيروس كورونا.
وعانى العديد من الطلبة الأيزيديون من السرقة والضرب والاغتصاب، بينما قُتل أفراد من عائلاتهم على يد تنظيم داعش الإرهابي ما أحدث اضطرابات نفسية لهم.
وقال حسن: “من المشاكل الرئيسية أيضًا النقص في المدارس ما يستدعي تكثيف الجهود المحلية والدولية لإعادة تأهيل المدارس القائمة وبناء مدارس جديدة في المنطقة”.
وكانت احتجزت نادية مراد، الناشطة الحقوقية الأيزيدية والحائزة على جائزة نوبل للسلام، ثم أطلق سراحها من قبل تنظيم داعش الإرهابي؛ حيث ساهمت في إعادة تأهيل وبناء 12 مدرسة في عدة بلدات في سنجار، ضمن مبادرة “نادية”.
ويقول حسن إن النقص في الموظفين مشكلة أخرى. في مدينة كبارا، على سبيل المثال، يوجد حوالي 60 طالبًا ولكن لا يوجد طاقم تعليمي للإدارة أو التعليم. لذلك ، لا يمكن فتح أي مدرسة هناك، ما يدفع الطلاب إلى الذهاب إلى المدارس في القرى المجاورة.
وطالب اضناي الحكومة العراقية بتقديم دعم مالي للطلاب المتفوقين لمساعدتهم في مساعيهم التعليمية المستقبلية وتقديم منح دراسية في جامعات في الخارج وأي نوع آخر من الدعم التعليمي لمساعدة المجتمع الأيزيدي على التعافي مما تعرض له.