يحاول تلاميذ محمد العمري تعلم نمط موسيقي جديد، هو بالأساس امتداد لتراث عريق ورثوه عن أجدادهم الأمازيغ. ويسعى معلمهم إلى إحياءه عبر نادٍ أسسه مؤخراً خصيصاً لهذا الغرض.
نادي الموسيقى الأمازيغية فيه يعكف محمد أستاذ الموسيقى على إعادة ضخ أنماط غنائية قديمة، يرى، وفق ما أخبر مراسل “تطبيق خبّر” الميداني حسام جراي،أنها باتت مهددة بالاندثار كغيرها من مظاهر التراث الأمازيغي اللامادي.
يعد هذا الفضاء الأول من نوعه، سيما وأن التنوع الثقافي والحضاري الذي عرفته تونس أسهم في ظهور أنماط موسيقية أخرى، يرى كثير من أهل الاختصاص أنها احتلت مكانة متقدمة لدى التونسيين على حساب الفن و التراث الأمازيغي.
وتتميز الموسيقى الأمازيغية بالثراء، سواء على مستوى الآلات كالربابة والطبل والناي والإيقاعات والألحان، وحتى المحتوى. وهي مزيج من تراث محلي تأثر بالموسيقى الأفريقية، فأنتج موروثاً غنائياً تناول مواضيع كالغزل والفخر والمديح الديني، وحتى المواضيع السياسية.
يقول محمد إن جذور الفكرة راودته أثناء إقامته في السعودية، لكنه لم يجد الأرضية الملائمة لبعث هذا النادي هناك. لكنه حين اضطر للعودة إلى تونس أثناء الموجة الأولى من وباء كورونا، قفزت الفكرة مجدداً إلى ذهنه.
مع البدء في تخفيف إجراءات الحجر الصحي في تونس في شهر أيار/ مايو الماضي، توجه محمد إلى أحد المراكز الموسيقية، وعرض على أصحابه فكرة إنشاء ناد للموسيقى الأمازيغية.
باتت فكرة محمد اليوم حقيقة على أرض الواقع وأصبحت مختلف الفئات العمرية من أطفال وشباب وكهول ترتاد ناديه. يعمل محمد من خلال هذه التجربة، كما يقول، على خلق نوع من المصالحة بين هذه الأجيال وتراثها الموسيقي القديم ،معتبرا أن الموسيقى الأمازيغية جزء من هوية التونسيين ومن هوية المنطقة المغاربية بأسرها.
بدورها قالت سامية، وهي إحدى الطالبات في هذا النادي، إن فكرة تعلم الموسيقى الأمازيغية كانت تراودها منذ فترة، لكنها لم تجد المكان المناسب لتعلمها إلى أن التحقت بهذا المركز. وأضافت لمراسل “تطبيق خبّر” أنها تعرفت على هذا النمط من الغناء عبر الاستماع لرواد الموسيقى الأمازيغية مثل إيدير ومحمد رويشة، معبرة عن سعادتها بأنها وجدت المكان المناسب لشغفها بتعلم الموسيقـي الأمازيغية.