سيف الدين مدني واحد من هؤلاء الذين رجعوا إلى السودان بخُفي حنين كما يقول المثل. قال لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني في الخرطوم وليد محمد حامد إنه يرسل واضحة إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة والدول التي شاركت في حرب الخليج، “أحملهم المسؤولية كاملة عن ضياع حقوقنا، وصحتنا، وعملنا، وكل ما يخصنا من الضرر النفسي والاجتماعي والاقتصادي الذي حصل لنا”.
وأضاف سيف الدين أن الاعتصام سيتواصل إلى “أن ننال حقوقنا”، مشيراً إلى إن الإعلام تجاهلهم ولم يسلط الضوء على قضيتهم، بينما كان حاضراً وبكثافة وعلى رأس كل ساعة أثناء حرب الخليج . وعبّر عن خيبة أمله لأن الإعلام صامت أمام قضيتهم بالرغم من افتراشهم مكان الاعتصام منذ أكثر من أسبوعين.
كما اعتبر سيف الدين أن الأمم المتحدة فرضت قرارات خاطئة، ما تسبب لهم بالضرر الكبير، وأصبحوا اجتماعياً فاقدين للراحة. واستطرد بالقول، “لم نحصل على أي شي غير الوعود الحكومية، تارة والأممية تارة أخرى”.
وكان متضررو حرب الخليج قد دعوا الحكومة الانتقالية لمعالجة القضيةو والعمل على تيسير صرف التحويلات الموجودة بالمصارف السودانية للعائدين من حرب الخليج. وقدرت تعويضاتهم بمبلغ 100 ألف دولار أميركي للشخص الواحد، لم يستلموا منها سوى 4 ألاف دولار. وتدفع هذه المبالغ من صندوق الأمم المتحدة للتعويضات، الذي يستقطع من العراق مانسبته 30% من النفط الذي يبيعه العراق، لإنفاذ هذه التعويضات، في إطار اتفاق النفط مقابل الغذاء.
من ناحيته، حكى مهدي محمد صالح، أحد متضرري حرب الخليج، لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني، إنهم قدموا استمارات منذ عام 1991، بموجب اتفاق مجلس الأمن بالنسبة لتعويض ضحايا حرب الخليج، ولم تصلهم التعويضات كاملة حتى الأن.
ووصف المعتصمون الذين تجمعو بالقرب من مكتب الأمم المتحدة في الخرطوم وعود التسوية المتلاحقة بالكذبة الكبرى، متسائلين في الوقت نفسه عن الجهة التي تقف في طريق تعويضاتهم.