في خطوة تعتبر الأولى من نوعها بعد سنوات عجاف، أعلن الأحد الماضي انطلاق “نادي نينوى للقراءة” في مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى شمال العراق.
ضمن التحضيرات لذلك، أمضى”ابراهيم عبد الكريم” الفرة الماضية يستعد لتقديم أول شرح حول أحد الكتب ليكون باكورة نشاطات “نادي نينوى للقراءة”.
“نادي نينوى للقراءة”، كما واضح من اسمه، هو مكان تتم فيه مناقشة الكتب التي يقرأها أحد أعضاء النادي مع الأعضاء الآخرين.
وينتظر “عبد الكريم” تحديد موعد المناقشة لتكون باكورة نشاطات النادي الذي يهدف لدعم الواقع الثقافي والأدبي في المحافظة التي عانت الأمرين خلال احتلال داعش ومعارك التحرير التي أدت لدحره.
يتحذ النادي الثقافي من “مؤسسة المحطة لريادة الأعمال” مقراً له، والمؤسسة تدعم النادي بتوفير المكان والسبل التي تسهل نجاح الفكرة.
“ابراهيم عبدالله”، صاحب فكرة تأسيس “نادي نينوى للقراءة”، بيّن لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني سامان داود، أن الفكرة بدأت بعد تحرير الموصل، أي في نهاية عام 2017.
وأضاف أنه عمل مع مجموعة من الشباب على صياغة المجتمع من بوابة الثقافة، وخاصة أن المجتمع الموصلّي مجتمع محافظ جداً، مشيراً إلى أنه قبل 2014 كان الغذاء الوحيد للمدينة هو الدين الذي استخدم بشكل خاطئ .
وأوضح ابراهيم عبدالله أن الاستخدام الخاطيء للدين أثّر على المدينة، “وهذا بالتأكيد لا يعني أننا ضد الدين، بل نعمل على فتح مجالات أخرى تغذي الحياة في الموصل”.
كما أشار إلى أن المجموعة الشبابية التي عملت معه، عملت أيضاً على العديد من المهرجانات الثقافية بعد تحرير المدينة من داعش، أهمها، مهرجان الموصل تقرأ، ونينوى تقرأ، وبعدههما رصيف الكتب.
وأضاف أن الناس في المدينة بدأوا بتقبل فكرة الأدب والثقافة، وصاروا يحضرون معارض كتب وندوات الشعر والأب، “وهذا الامر دفعنا إلى إنشاء هذا النادي”.
وأوضح ابراهيم عبدالله لمراسل تطبيق خبّر أن “نادي نينوى للقراءة” يهدف إلى إعداد جيل واعي ومثقف، ونشر حب القراءة والكتب وتغيير وجهة نظر الأشخاص الذين يقللون من أهمية القراءة.
وأردف أنه كذلك يهدف إلى توفير مكان خاص بالقراءة وإعادة صياغة بعض المفردات داخل المجتمع، والتي كان قد تم تلويثها بسبب بعض العادات والتقاليد والمفاهيم الخاطئة للدين.
كما أكد أن النادي سيكون له أعضاء، مشيراً إلى أن “العضوية ستكون عبر الاستمارة الإلكترونية التي أطلقناها يوم الأحد، وهذا الأمر سيساهم في تطوير النادي مستقبلاً”.
وقال عبدالله إن “هذا يعتمد على استمرارية وجدية العمل، ونسعى لأن يكون لنا مكان خاص بنا مستقبلاً، قد يكون بيتاً أو قصراً ثقافياً”.
واستشرف مستقبل النادي، فرأى أنه “مستقبل كبير نظراً للطاقات المتوفرة لدى أعضاء النادي وطموحهم الكبير”.
الدكتور “علي اغوان” يعمل كأستاذ جامعي وعضو مؤسس للنادي، أخبر مراسل “تطبيق خبّر” أن المبادرة كانت موجودة منذ أكثر من سنتين بسبب عدم توفر جهة راعية للمشروع.
وبيّن أنه حالما توفرت جهة راعية، “ووفرت لنا موقعاً للعمل، حيث سنكون جزءاً من “المحطة” في الموصل في الفترة المقبلة”.
وأوضح “اغوان” أن عمل النادي سيكون “مراجعات شاملة للكتب في مجالات الحياة المختلفة، وأيضا سنقيم حفل توقيع كتب للكتاب، وسنتعاون مع معارض كتب ودور نشر لعمل معارض كتب في النادي”.
وأكد أن النادي مساحة مفتوحة لجميع من يحب المشاركة في العمل أو في الانتماء، ولا يقتصر على مركز مدينة الموصل فقط، وإنما لكل محافظة نينوى، والعراق ومن خارج العراق أيضاً.
وبيّن أن أغلب الجلسات في النادي ستكون الفترة المقبلة عبر الإنترنت بسبب ما تفرضه جائحة فيروس كورونا المستجد من تباعد اجتماعي، لكن لا يمنع من الاستفادة من محبي القراءة والكتب في العالم أجمع.
كما أشار د إالى أن فريق تأسيس نادي نينوى للقراءة ينوي عقد جلسات داخل مقر المحطة مرة أو مرتين شهرياً، وسيكون التسجيل في الجلسات عبر الاستمارة الإلكترونية كذلك.
كما لفت النظر إلـى أن عمل نادي نينوى للقراءة لن يقتصر على الكتب، وإنما ستكون هناك جوانب أخرى، كأمسيات موسيقية ومعارض رسم وتوفير مساحة للنقاد في المجالات التي تم ذكرها مسبقا.
وبيّن أن مقر النادي سيحتوى على مكتبة لاستخدام من يحب الكتب القراءة والجلوس في ردهات المكتبات، وسيعمل بمبدأ المكتبة التشاركية، كما سيكون لديه مكتبة إلكترونية.