كشفت مصادر سياسية لبنانية واسعة الاطلاع، أن لا مصلحة للرئيس المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة سعد الحريري في عدم التحرك فيما يخص تشكيل الحكومة اللبنانية بعد أن التزم بالمبادرة الفرنسية.

كما أشارت المصادر لمساعيه لوقف الانهيار الاقتصادي والمالي، وقالت إنه يدرك ما يترتب عليه من مسؤولية؛ لأن بقاءه مكتوف اليدين سينعكس عليه سلباً، ولا مفر أمامه إلا بتسهيل تشكيل الحكومة.

 الابتعاد عن السجالات الطائفية

ولفتت المصادر إلى أن الحريري لا يعد طرفاً في المحاولات الجارية لتطييف الخلاف حول تشكيل الحكومة، أو الانجرار إلى السجالات التي يراد منها إظهاره على أنه خلاف بين المسلمين والمسيحيين، وبالتالي لن يقدم خدمة مجانية للذين يحاولون نصب الكمائن السياسية لإيقاعه في فخ التجاذبات الطائفية.

وأكدت أن الحريري أعد قائمة بأسماء المرشحين للدخول في حكومة مهمة تتألف من 18 وزيراً، وسيتقدم بها إلى الرئيس عون، وقالت بأنها تراعي المواصفات الفرنسية ولن تحيد عنها؛ لأنه باقٍ على التزامه بالمبادرة الفرنسية، وأن تحركه يواءم تحرك ماكرون الذي لا يزال يشغل محركاته السياسية باتجاه المجتمع الدولي والداخل اللبناني، لتأمين شبكة أمان اجتماعية توفر الحماية للحكومة العتيدة، وتتيح للبنان الانتقال من التأزم الذي لا يزال يحاصره إلى الانفراج.

الحوار بين عون والحريري

ورأت المصادر نفسها أنه لا بد من عودة التشاور بين الحريري وعون لاختبار مدى استعداد الأخير للالتزام بالمبادرة الفرنسية من جهة، ولاكتشاف ما يشيعه بأن الحريري يود مصادرة التمثيل المسيحي، وقالت إن الرئيس المكلف تجنب الدخول في سجال مع رئيس الجمهورية على خلفية القرارات التي اتخذها مجلس الدفاع الأعلى، مع أنه توافق والسنيورة وسلام على مخالفتها للدستور والانقلاب عليه، وعزت سبب رفضه الرد إلى أنه ليس في وارد الدخول كطرف في شحن الأجواء الطائفية، بينما يستعد لاستئناف مشاورات التأليف مع عون.

وكشفت المصادر أن السنيورة وسلام تداولا مع الحريري ضرورة خفض منسوب التوتر السياسي مع رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، وعدم الانجرار إلى معارك جانبية، أكدت في المقابل أن لا صحة لما يشيعه التيار السياسي المحسوب على عون من أن الحريري لا يحبذ التسريع في تشكيل الحكومة، وبالتالي فهو يتريث إلى ما بعد تسلم الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن مهامه الدستورية في 20 كانون الثاني/يناير  المقبل.