كسرَ لبنان، الجمعة، رقماً قياسياً جديداً في عدد الإصابات اليومية بفيروس “كورونا” المستجد، إذ سجلت البلاد 5440 حالة جديدة، وهي أعلى حصيلة يومية منذ 21 شباط/فبراير 2020، تاريخ تسجيل أول إصابة بالفيروس في لبنان.
ووفقاً لبيانات وزارة الصحة العامة، فإنّ عدد الإصابات التراكمي في البلاد بلغ 210139، وهو رقم مرشح للإرتفاع بقوّة خلال الأيام المقبلة، خصوصاً بعد الاحتفالات التي شهدتها البلاد خلال فترة الأعياد، وفق ما يقول عدد من المسؤولين.
وجاءت هذه الإصابات الجديدة في ظلّ الإقفال العام الذي يشهده لبنان منذ يوم الخميس الماضي، والذي سيستمرّ حتى الأول من شباط/فبراير المقبل. وفي الواقع، فإن إجراءات قرار الإقفال المشدّدة تبرزُ في المدن الكبرى خصوصاً العاصمة بيروت، في حين أن العديد المناطق الأخرى تشهدُ خروقات واضحة للقرار لا سيما في منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت الخاضعة لسيطرة “حزب الله”.
الإقفال في لبنان لم يحقق النتيجة المطلوبة
وانتشر مؤخراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لمدير العناية الطبية في وزارة الصحة العامة جوزيف الحلو، وقد تحدث فيه بشكل محزن عن وضع “كورونا” في لبنان.
وأشار الحلو إلى أن إصابات كورونا خلال الأيام المقبلة ستكون خطيرة، مستنكراً التراخي والإستهتار من قبل المواطنين.
وبدا الحلو في الفيديو وهو يذرف الدموع بسبب الواقع القائم، معتبراً أن ما جرى في لبنان هو “جريمة وخيانة عظمى”، لافتاً إلى أن إحدى الأمهات كانت تصرخ وتقول له: “خليني موت على الطريق ما بدي موت قدام ولادي”.
صرخة من القلب.. هل من يسمع؟ pic.twitter.com/kSwfj2wWO0
— nayla masry (@naylamasry) January 8, 2021
في المقابل، فإنّ الأنظار تتجه دائماً إلى فعالية الإقفال العام، في وقتٍ تعتبر شريحة واسعة من اللبنانيين أنه لم يحقق النتيجة المطلوبة باعتبار أن أعداد الإصابات ترتفع باستمرار كما أن المستشفيات تعاني من نقص في أسرّة العناية الفائقة.
وفي تصريحات سابقة لـ”أخبار الآن”، قال عضو لجنة الصحة في البرلمان اللبناني النائب بلال عبدالله أنّ “لبنان أمام واقع خطير جداً في ظلّ كورونا”، مشيراً إلى أنّ الشهرين القادمين سيكونان من أكثر الأشهر صعوبة.
وأكّد عبدالله الإقفال السابق لم يكن جدياً، كما أن الإقفال الحالي لن يأتي بأي نفع ما لم تكن هناك إجراءات حاسمة وحازمة بحق المخالفين، كاشفاً أن العدد الحقيقي لإصابات “كورونا” في لبنان يتجاوز الأرقام الرسمية بـ5 أضعاف، قائلاً أن “هناك أكثر من مليون إصابة بالفيروس في البلاد”.
واعتبر النائب في البرلمان اللبناني الدولة أنّ “الرهان على وعي والتزام الناس لم ينجح”، كما أكد أن الطاقم الطبي يعيش مرحلة صعبة جداً، والمستشفيات تعاني بسبب ضعف القدرات الإستيعابية من جهة، والأزمة المالية الخانقة من جهة أخرى.
وقبل أيام، أعلن وزير الصحة اللبناني حمد حسن عن حجز لبنان ما يقارب مليوني جرعة لقاح من شركة “فايزر”، آملاً أن يحقق لبنان مناعة مجتمعية تصل إلى حدود الـ60% في فصل الربيع المقبل.
من جهته، قال الدكتور فراس الأبيض، مدير مستشفى رفيق الحريري الجامعي، وهو أحد أكبر المستشفيات المنخرطة في مواجهة “كورونا”: “حتى لو زادت المستشفيات من سعة أسرّتها، فإنها لن تستطيع المواكبة إذا استمر الارتفاع الحاد في أعداد مصابي كورونا. المطلوب الآن نهج أكثر صرامة. إذا انتظرنا إلى أن تمتلئ أسرة المستشفيات، فسيكون الوقت قد فات. إذا حكمنا من خلال التراخي الملاحظ في الشارع، فإن الأمور لا تسير على ما يرام”.
حتى لو زادت المستشفيات من سعة أسرّتها، فإنها لن تستطيع المواكبة اذا استمر الارتفاع الحاد في أعداد الكورونا. المطلوب الآن نهج أكثر صرامة. اذا انتظرنا الى ان تمتلئ اسرة المستشفيات، فسيكون الوقت قد فات. إذا حكمنا من خلال التراخي الملاحظ في الشارع، فإن الأمور لا تسير على ما يرام.
— Firass Abiad (@firassabiad) January 8, 2021
المرض X.. جائحة جديدة تهدد البشرية بعد كورونا
حذر البروفيسور جان جاك مويمبي تامفوم عالم ميكروبيولوجي كونغولي من أن يضرب العالم قريبًا مرض قاتل آخر يسمى “المرض X” في الوقت الذي بدأ انبعاث الأمل بنهاية كابوس فيروس كورونا بعد قيام عدد من الدول في أنحاء العالم بحملات تطعيم شعوبها ضد الفيروس التاجي.