تعيش مناطق الشمال السوري كارثة حقيقية تسببت بها الأمطار الغزيرة التي هطلت خلال الأيام الماضية.
مخيمات إدلب على وقع الأمطار
ويواجه النازحون في المخيمات الواقعة بمناطق الريف الشمالي لمحافظة إدلب السورية، ظروفاً صعبة في فصل الشتاء، خاصة مع التساقطات المطرية التي تغرق المخيمات الواقعة بمناطق منخفضة أو في مجارٍ طبيعية للمياه، الأمر الذي يجبرهم على البحث عن حلول بديلة مؤقتة وإسعافية، إذ لا جهات تشرف على بناء أو تنظيم هذه المخيمات أو حتى اختيار الأماكن الجغرافية المناسبة لإقامتها.
ومع بداية موسم الأمطار هذا العام، كان النازحون في مخيم الدير الشرقي أو ما يعرف بمخيم “شام 2” أوائل الضحايا، إذ غمرت مياه الأمطار الغزيرة خيامهم.
وتتسبب العواصف المطرية بأزمات بالغة للمخيمات في محافظة إدلب، حيث تعرض أكثر من 530 مخيماً لأضرار بالغة جراء العواصف المطرية التي تسببت بأزمة حينها لنحو 8053 عائلة، إذ أغرقت السيول خيامها أو اقتلعتها بشكل كامل.
وفي هذه الظروف، يبادر النازحون في سوريا لحلول قد تكون مؤقتة، لكنها تخفف من حجم الضرر الذي يتعرضون له، سعياً للمحافظة على ما لديهم من أغطية وملابس بعيداً عن المياه.
ولعل بعض تلك الحلول التي يقوم بها نازحو المخيم، للتخفيف من منسوب المياه، ومنع وصولها إلى جميع الخيام. وعن ذلك قال، لـ”العربي الجديد”: “بدأ البعض بحفر خنادق في محيط الخيام لتكون مصرفاً لمياه الأمطار، ولتمنع ارتفاع منسوب المياه، وغرق ما في خيام النازحين من ممتلكات، بينما كان بعض الأطفال يحاولون رصف الحجارة بمحيط الخيام للتنقل عليها كطرق، فالطين طوّق الخيام من جميع الجهات، وهو يعيق الحركة بشكل كبير. وفي حال هطلت الأمطار أكثر، لن تكون هذه الحلول ذات نفع أبداً”.
ويعتمد عشرات الآلاف من النازحين السوريين في إدلب على المساعدات المقدمة من مجموعات الإغاثة الإنسانية، بما في ذلك الطعام والفرش ووقود التدفئة لفصل الشتاء.