وأكد يوسفي أن “المبادرة لا تهدف لتقديم إعانات أو مساعدات مادية، فهي ليست مبادرة خيرية وإنما هي مبادرة إنسانية ولمسة وفاء لهذه الفئة المنسية والمهمشة كي لا يشعر المسن أنه معزول عن الأسرة والمجتمع”.
وأضاف يوسفي إن “الهدف من هذه المبادرة هو توفير الإحاطة النفسية والمعنوية لهم، ليشعر الكبار في السن بدورهم ومكانتهم في الأسرة والمجتمع ككل”.
وبيّنت نايلي إنه لفت انتباهها في ذلك الوقت وجود مجموعة من المسنين ممن فاقت أعمارهم 100سنة.
وأضافت نايلي لمراسلة “تطبيق خبّر” إنها اقترحت عندها على المشرفين على الجمعية التونسية لجودة الحياة فكرة مبادرة تطوعية كلمسة وفاء لهاته الفئة التي من خلالها يمكن الاطلاع على ظروف عيشهم.
وبيّنت نايلي أن هذه المبادرة هي بالأساس لمسة وفاء لكبار السن ممن تجاوزوا 100سنة من العمر دون استثناء، بغض النظر عن وضعيتهم الاجتماعية، سواء كانوا من العائلات المعوزة أو الميسورة الحال.
وأوضحت أن هذه المبادرة من شأنها أن تمكنهم من اكتشاف من هم يعيشون في ظروف غير لائقة إنسانياً.
انطلقت المبادرة التطوعية من منطقة بئر الحفي التابعة لمحافظة سيدي بوزيد، حيث قام المتطوعون بزيارة أحد المسنين بمقر سكناه، وهو العم ابراهيم جابلي الذي فاق عمره 100سنة وتم تكريمه والاطلاع على ظروفه المعيشية.
وأشاد العم ابراهيم بهذه اللفتة الكريمة التي يسعى أصحاب المبادرة من خلالها إلى توطيد العلاقة مع كبار السن والاستفادة من خلاصة خبراتهم في الحياة، وتقديم الدعم النفسي لهم ضمن أجواء أسرية تسودها الألفة والمودة.
وقد كشفت نايلي أنه من خلال هذه الزيارة لمنزل العم ابراهيم، تم التفطن إلى أن مسكنه يفتقر للعديد من الجاجيات الأساسية، وبحاجة للتدخل للإصلاح ليصبح لائقاً وصالحاً للسكن.
تجدر الإشارة إلى أن الجمعية التونسية لجودة الحياة تأسست بمنطقة بئر الحفي من محافظة سيدي بوزيد في 10أيار/ مايو عام 2016، ثم انتشرت في باقي الجهات، ومنها محافظة سليانة.
ويسعى المشرفون على الجمعية إلى نشر ثقافة الحياة عند التونسي الذي أصبح يواجه ارتفاع منسوب الإحباط والتشاؤم.
ومن أنشطتها الأخرى، تنظيم رحلات ترفيهية للنساء العاملات بالقطاع الفلاحيو وتقديم جوائر ضمن “جائزة جودة الحياة للتربية للثقافة والعمل التطوعي”.
أما أبرز أهدافها فتتلخص في النهوض بجودة حياة المواطن التونسي في المجالات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية، ونشر الوعي البيئي وترسيخ مقومات التنمية المستدامة.