قام بعض الشباب في العاصمة السودانية الخرطوم بإطلاق مبادرة جديدة من نوعها هناك، وهي إنشاء مشروع “تطبيق سكوتر” لنقل الركاب في ولاية الخرطوم.
مشروع “سكوتر” عبارة عن تطبيق ذكي يتم تحميله علي الجوال لطلب خدمة نقل للركاب باستخدام الدراجة النارية صغيرة الحجم التي يسمونها محلياً “سكوتر”.
تأتي المبادرة كجزء من التفكير في حلّ لأزمات النقل المتعددة في السودان ، من بينها أزمة المواصلات والوقود والاختناق المروري خاصة في العاصمة الخرطوم، وكذلك كمشروع تجاري يستفاد منه.
صاحب مشروع “سكوتر” حسام أبو الفتح قال لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني في السودان وليد محمد حامد إن فكرة “سكوتر” أتته خلال دردشة عادية مع أحد أصدقائه.
وأوضح أبو الفتح أنه عبّر لصديقه عن رغبته في امتلاك دراجة نارية ليتنقل بها، ومن هنا أتت فكرة قيام مشروع سكوتر الذي انطلق عملياً في الرابع والعشرين من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر العام الماضي.
يهدف المشروع إلى خلق نمط جديد للتواصل بهدف النقل داخل ولاية الخرطوم، وكسر الصورة النمطية لقائد الدراجة النارية، وتخطي حاجز الخوف بين الدراج والمستخدم وشعوره بالأمان، وكذلك تحويل وسيلة النقل هذه لوسيلة متاحة للجنسين.
كما أشار أبو الفتح إلى أن أحد أهدافه فتح الفرصة أمام الشباب للعمل ضمن طاقم “سكوتر” لقيادة الدراجة النارية، فيستفيد الطرفان؛ هو يوسع من قاعدة عمله، والباحثين عن العمل قد يجدون فيه فرصة ذهبية لهم.
بيّن حسام أبو الفتح أن فكرة المشروع وجدت قبولًا واسعًا داخل ولاية الخرطوم، حصوصاً أن المركبة متاحة للجميع، وليست حكرًا على الرجال فقط، بل يمكن للنساء الاستفادة من تطبيق سكوتر.
وشرح أبو الفتح لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني أن مشروع منذ الفكرة إلى أن رأى النور عمليًا أخذ أشهر فقط. ولفت إلى أن عددًا من الشباب يقودون المشروع ويعملون معًا بانسجام تام وروح عالية لتطويره أكثر.
أما بخصوص التكاليف المالية، فكشف أبو الفتح أنها لم تكن المشكلة الرئيسة، بل كانت تكاليف الأفكار هي المشكلة، من ناحية خلق بيئة عمل جاذبة، واستقطاب مجموعة من الأشخاص للعمل سويًا في مكان واحد.
قال حسام، “في الوقت الحالي يعمل في هذا المشروع أكثر من 200 دراجة نارية، بعد أنا كنا لا نملك في البداية سوى 10 دراجات فقط”.
وبيّن أن “تكلفة النقل في سكوتر تحسب بالكيلومتر، وهي أرخص ب 40٪ من وسائل النقل الأخرى”.
وحول إقبال النساء على طلب النقل بواسطة الدراجة النارية، أكّد أبو الفتح لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني أن نسبة إقبال النساء لا تتجاوز 20٪، معتبراً أن ذلك مرده للعوائق الاجتماعية في السودان.
لكن أبو الفتح أكّد نيتهم خوض معركة التغيير الاجتماعي بإضافة سيدة إلى طاقم العمل كقائدة دراجة نارية.
واعتبر ذلك تحدٍ كبير بالنسبة للمشروع الذي يعمل على إضافة المزيد من النساء اللواتي ترغبن في العمل معهم، من خلال تدريبهن وتعليمهن لتصبحن قائدات للدراجات النارية.
يركز تطبيق “سكوتر” على سلامة سائق الدراجة النارية والمستخدم بإلزامهم باستخدام خوذة الرأس قبل التحرك لضمان سلامتهم أولًا.
مهند عاطف، أحد مستخدمي التطبيق، تحدث لمراسل “تطبيق خبّر” عن تجربته، مؤكدًا أنه استفاد كثيرًا منه في تسهيل حركة انتقاله من منطقة إلى أخرى في ظل الاختناق المروري بالعاصمة وغلاء أسعار وسائل النقل الأخرى.
واعتبر مهند أنه تطبيق اقتصادي ومريح لتوفير الوقت والمال، شارحًا كيف أنقذه هذا التطبيق بتوفير وسيلة النقل بسرعة فائقة حين تأخر في عمله ليلًا ولم يجد أي وسيلة نقل للعودة للمنزل.
من جانبه، تحدث إيهاب، وهو قائد دراجة نارية في سكوتر، عن الرواج الكبير لفكرة المشروع بين المواطنين.
وقال إيهاب أنه كان يعمل في السوق “وأتيحت لي الفرصة للعمل مع سكوتر، وأنا سعيد جدًا بعملي، والفرصة متاحة أمام الشباب للعمل ضمن الفريق”.
كما شرح إيهاب طريقة استقبال الطلب عبر التطبيق يالذي يتم تحميله في هاتف ذكي، ومن ثم اختيار الطلب بتوفير النقل من موقع إلى موقع آخر، أو طلب مفتوح للذهاب لأكثر من وجهة.
يقدم المشروع خططًا جديدة بتدريب بعض الفتيات علي قيادة الدراجات النارية للعمل في هذه الخدمة الجديدة، بعد أن شهدت البلاد حالة تحول كامل في جميع المجالات.
الجدير بالذكر أن خدمة النقل بالدراجات النارية تمتاز عن شركات التاكسي بتقديمها خدمة نقل سريعة، كما أن استهلاكها للوقود أقل بكثير.