قال الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية والمتطرفة منير أديب لـ “أخبار الآن” إن “الخطر الحقيقي الذي يواجه العالم بعد زوال تنظيم داعش الإرهابي يتمثل في الخلايا النائمة، أو الذئاب المنفردة التي يمكن لها أن تتسلل إلى المجتمعات المختلفة لتنفيذ عمليات إرهابية”.
وتابع أديب أن “التنظيم كان منذ تأسيسه خطرا على العالم والمجتمع الدولي، لكن زواله اليوم لا يعني انتهاء خطره، منذ نشأة دولته المزعومة في العام 2014″، لافتا إلى أن الخطر الحقيقي للتنظيم بدأ بعد انهيار دولته في الرقة والموصل العام 2019 وهو ما شكل خطراً حقيقياً فعلاً”.
وبحسب أديب، “عندما كان التنظيم ينتشر في كل من الموصل والرقة، كان حينها تنظيما مرئيا ومعلوما من حيث أماكن تواجده، لكن خلاياه اليوم تنتشر في العديد من الدول، خصوصاً مع عودة أفراد من التنظيم إلى دولهم، لا سيما أوروبا”.
وقال أديب “عندما كان تنظيم داعش الإرهابي ينتشر في الموصل والرقة، كانت تواجهه الولايات المتحدة الأمريكية مع التحالف الدولي الذي كان يضم حينها أكثر من 70 دولة حول العالم”.
وأضاف: “أما وأن هذه الدولة أزيلت فإن خلايا التنظيم المتفردة التي قد تكون خاملة موجودة ربما في العديد من العواصم، تشكل اليوم الخطر الأكبر في انتشار هذه الخلايا والأورام ربما في جسد العالم الإسلامي”.
وعلق قائلاً: “أعتقد أن الهجمات التي تعرضت لها أوروبا بشكل عام وباريس بشكل خاص منذ العام 2015 وحتى العام 2020 كانت نتيجة لسقوط التنظيم المتطرف، مع عدم وجود رؤية حول كيفية تعامل المجتمع الدولي مع خلايا التنظيم الإرهابي”.
وأضاف أديب لـ “أخبار الآن”: “عندما عاد المتطرفون إلى البلدان التي قدموا منها لم يكن هناك تصور عن كيفية مواجهة هذه الخلايا وأعتقد أن الهجمات التي تعرضت لها بغداد مؤخرا هي هجمات نوعية لذلك لا بد من وجود استراتيجية للتعامل مع هجمات محتملة من هذا النوع”.
وأشار أديب إلى أن “القوات الأمريكية انسحبت بشكل جزئي من العراق ما ترك فراغا كبيرا لدى القوات الأمنية والعسكرية العراقية التي تواجه التنظيم المتطرف، رغم أنها تحتاج إلى قوات دولية لتدريبها”.
وعلل ذلك في أن تنظيم داعش الإرهابي هو تنظيم عابر للحدود والقارات ولديه إمكانيات عسكرية وأمنية كبيرة والعراق قد يحتاج إلى المجتمع الدولي لمواجهة هذه العمليات الإرهابية”.
ودعا أديب المجتمع الدولي إلى الجلوس لوضع استراتيجية عامة لمواجهة التنظيمات المتطرف والحديث عن فكرة تحالف دولي جديد لمواجهة التنظيم ومواجهة الطائرات والصواريخ دون المواجهة البرية وإمكانية تفكيك التنظيم وتفكيك أفكاره.
وقال: “في المرحلة المقبلة الحديث يجب أن لا يكون فقط عن تفكيك تنظيم داعش الإرهابي وإنما تفكيك أفكاره أيضا بما يؤدي إلى إنهائه بصورة كاملة”.