نسرين صادق
يواصل فريق القبعات الخضراء، التابع للجمعية التونسية لحماية الطبيعة والبيئة في قربة بمحافظة نابل، تنظيم أنشطته التوعوية لفائدة تلاميذ عدد من المدارس والمعاهد بالجهة، في إطار مشروع بعث نوادٍ بيئية بعدد من المؤسسات التربوية، وخاصة الموجودة منها بالمناطق الريفية.
وقد تم في عطلة نهاية الأسبوع، تنظيم عدة نشاطات بيئية، منها يوم تحسيسي بيئي يوم الجمعة لفائدة تلاميذ معهد قربة، وورشة غراسة نباتات وخضروات ورقية بحديقة المعهد.
كما تم اصطحاب التلاميذ في زيارة ميدانية لسبخة قربة المعروفة بطائر اللحام الوردي، وذلك للتعريف بالتنوع البيولوجي والنباتي والحيواني الذي تتميز به السبخة.
وفي إطار مشروع “القبعات الخضراء أصاغر، نظمت يوم السبت الفارط ورشة للبراعات اليدوية والفنون بالمدرسة الابتدائية ف لثلاث، بالاشتراك مع نادي سان شاين (sunshine).
ويندرج هذا النشاط في إطار نشر الثقافة البيئية وأهمية المحافظة على البيئة والمخزون الطبيعي والتنوع البيولوجي بالمنطقة.
تم التركيز على المناطق الريفية المهمشة
يسهر على تسيير الورشات الشبان المتطوعون ضمن فريق القبعات الخضراء بالجمعية، الذين آمنوا بالعمل التطوعي والإنساني، وذلك بهدف نشر ثقافة بيئية توعوية لدى الناشئة تغرس لديهم أهمية المحافظة على البيئة.
كما تسعى لغرس حس المسؤولية بضرورة تقليض الفضلات، بتعليمهم مهارات استغلال المواد المنزلية المستعملة، من علب وقوارير بلاستيكية، وإعادة استعمالها وتدويرها عوضًا عن رميها في الشارع.
في تصريح لمراسلة “تطبيق خبّر” الميدانية في تونس ليلى بن سعد، قالت ميساء سالم، منسقة مشروع القبعات الخضراء أصاغر، أن “مشروع فريق القبعات الخضراء أصاغر، يهدف إلى ترسيخ ثقافة بيئية وتنمية مستدامة لدى الناشئة”.
وأضافت أن مجموعة من تلاميذ المدارس الإبتدائية والإعدادية والمعاهد الثانوية بجهة قربة تستفيد من أنشطة المشروع الموجه للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و 18سنة.
أطفال من مدارس قربة يتعلمون عن الزراعة والبيئة
وأوضحت ميساء أن المشرفين على الجمعية يسعون إلى تعميم هذا المشروع على بقية المؤسسات التربوية بكامل محافظة نابل.
كما بيّنت أنه “تم التركيز على المناطق الريفية المهمشة نظرًا لكونها تفتقر للأنشطة الثقافية والترفيهية، ولغياب الوعي بأهمية المحافظة على البيئة”.
وفي نفس السياق، أشارت ميساء إلى أنه “تم الانطلاق في تنظيم خلقات تكوينية لفائدة التلاميذ حول كيفية تثمين الفضلات وحسن استغلالها وتوظيفها، إلى جانب تكوينهم في مفهوم الفلاحة البيولوجية، بالتعاون مع خبراء في هذا المجال”.
وأضافت أنه جرى تشريك تلاميذ المدرسة الإبتدائية في لثلاث بريف قربة في ورشات تطبيقية تتضمن غراسة نباتات وخضروات ورقية وأشجار مثمرة (زيتون،أرنج، بسباس، خس) بحديقة مدرستهم، حتى يستفيدو من هذه الثمار فيما بعد في غذاء صحي وسليم.
المشروع ممول من طرف الصندوق الكندي للمبادرات المحلية
وقد سبق هذا النشاط تنظيم دورة تكوينية للتلاميذ في الفلاحة المستدامة بالتعاون مع الجمعية التونسية للفلاحة المستدامة، تلاه نشاط تطبيقي لغراسة بذور أصيلة تونسية.
وتتمحور أنشطة فريق القبعات الخضراء بقربة عمومًا حول مفاهيم التربية البيئية والفلاحة البيولوجية وحاويات الفرز الانتقائي.
وتجدر الاشارة إلى أنه في إطار مشروع القبعات الخضراء أصاغر، تخلل اليوم التوعوي المنتظم بمدرسة لثلاث حملة مساعدات لفائدة مجموعة من التلاميذ.
وقد استفاد من حملة التبرعات أكثر من 30 تلميذًا وتلميذة، وزعت عليهم ملابس وأحذية شتوية.
وفي ذات السياق، قال شهاب حمادة، المكلف بجمع التبرعات، وهو أيضًا صاحب المبادرة، أن حملة التبرعات انطلقت منذ حوالي 3 أسابيع، ولقيت تفاعلًا من قبل أعضاء الجمعية، وعددهم 45عضوًا.
وأضاف حمادة لمراسلة “تطبيق خبّر” أنه وجد كذلك تفاعلًا من طرف متبرعين أخرين، وبعد جمع المبلغ المالي تم شراء الألبسة والأحذية.
فريق القبعات الخضراء بقربة يواصل أنشطته التوعوية البيئية في المدارس
بدوره، ثمّن عادل بلكحل، مدير المدرسة الابتدائية في لثلاث، حملة التبرعات والأنشطة التوعوية التي يقوم بها فريق القبعات الخضراء بالمدرسة المذكورة التي تضم 75 تلميذًا وتلميذة.
وقال بلكحل لمراسلة “تطبيق خبّر” الميدانية إن “أغلب الأسر بقرية لثلاث من العائلات فقيرة الحال ومحدودة الدخل”.
انطلق فريق القبعات الخضراء بقربة في العمل ضمن هذا المشروع منذ سنة 2017، وتم التدخل لإزالة عدة نقاط سوداء بعدد من الأحياء بمدينة قربة، إلى جانب القيام بتحسين وتزويق الأقسام بعدة مدارس، على غرار مدرسة القصبات ومدرسة شارع الحبيب بورقيبة بالجهة.
كما تم اختيار فريق القبعات الخضراء بقربة من قبل عدد من الهياكل والمنظمات الدولية لتمويل مشاريعهم على امتداد فترات معينة.
يذكر أن المشروع ممول من طرف الصندوق الكندي للمبادرات المحلية في إطار سفارة كندا في تونس.