مبادرة فاعل خير ببوجدور تطلق مشروع “التلميذ المبادر” لنشر ثقافة التطوع
أطلقت مبادرة فاعل خير الشبابية في مدينة بوجدور بالمغرب مشروع “التلميذ المبادر” تحت شعار “تلميذ اليوم متطوع الغد”، وعيًا منها بضرورة تأهيل و تأطير الأجيال الصاعدة وتحويلها لطاقة مفعمة بالعطاء الفردي والجماعي وتنمية الحس المشترك.
يستهدف هذا المشروع المستويات الثلاث الدراسية للمستوى الإعدادي، ويهدف إلى زرع قيم العمل التطوعي فيما يخدم المصلحة الإنسانية المشتركة بغض النظر عن الزمان والمكان.
انطلق المشروع يوم الجمعة 5 شباط/ فبراير، في ثانوية الوحدة الإعدادية. وفي اليوم التالي، اختارت مبادرة فاعل خير، ثانوية القدس الإعدادية بحي علال بن عبد الله، عمالة بوجدور، للقيام بورشة أخرى نظرية وتطبيقية.
هدفت الورشة إلى تقريب التلاميذ أكثر من فكرة المشروع وإشراكهم في أهدافه الرامية إلى غرس حب التطوع والمبادرة وروح العطاء داخل نفوسهم.
في هذا الصدد صرح يوسف الخيلي، رئيس مبادرة فاعل خير، أنه بعد التحاقه رفقة زملائه الذين بلغ عددهم 38 مبادر ومبادرة، واستقبالهم من طرف أطر وتلاميذ الثانوية، تم البدء بورشة نظرية حول التطوع، شارك فيها 35 تلميذًا وتلميذة.
تضمنت انطلاقة المشروع ورشة نظرية وتطبيقية في ثانوية القدس
وأوضح الخيلي لمراسلة “تطبيق خبّر” الميدانية في المغرب هدى لبهالة إن التلاميذ قسموا إلى مجموعات، مع الأخذ بعين الاعتبار جميع التدابير الاحترازية المطلوبة من تباعد اجتماعي وحفاظ على مسافة الأمان وفق البرتوكول الوقائي الذي يفرضه فيروس كورونا المستجد.
و أشار الخيلي إلى أن هذا الشق النظري ضم فقرة للتعارف بين أعضاء مبادرة فاعل خير والتلاميذ، وبعدها جرى شرح أربعة محاور متعلقة بماهية التطوع، ولماذا يجب أن يتطوع الناس، وكيف وأين يتم هذا التطوع؟
اختتمت الورشة النظرية بتسليط الضوء على الرسالة النبيلة التي يجب أن يوصلها كل متطوع عبر انخراطه في المجال التطوعي. ولتقريب الطلاب من هذه الخطوات النظرية، انتقل المشرفون على مشروع “التلميذ المبادر” إلى ورشة تطبيقية مكونة من أربع مجموعات مشكلة من تلاميذ الثانوية وأعضاء المشروع.
تكلفت المجموعتين الأولى والثانية بتنظيف أرجاء المؤسسة وجمع النفايات، فيما قامت المجموعة الثالثة بغرس شتلات من الأشجار المتنوعة من بينها شجر الزيتون، أما المجموعة الرابعة فكان من نصيبها إعداد وصباغة جدارية معبرة عن التضامن.
وكفترة استراحة من يوم كان مليئًا بالعمل، قام أعضاء مبادرة فاعل خير بأنشطة ترفيهية في الهواء الطلق داخل الثانوية، مستغلين ما تبقى من دفء الشمس قبل غروبها للترفيه عن التلاميذ.
أضاف رئيس مبادرة فاعل خير يوسف الخيلي أن مشروع “التلميذ المبادر” لقي استحسان التلاميذ الذين أبدوا إعجابهم و فرحتهم بالأعمال التي انخرطوا فيها، وأجمعوا على رغبتهم في تكرار أنشطة المشروع داخل مؤسستهم التعليمية.
وأكد أن “طموحنا كمشرفين على هذا المشروع هو زرع حب التطوع و المبادرة و العطاء في صفوف الجيل الصاعد، وحثه على أخذ مبادرة التطوع لخلق التغيير الإيجابي كيفما كان شكله، سواء فردي أو جماعي، ومهما اختلف حجمه”.
وبيّن الخيلي لمراسلة “تطبيق خبّر” أن” التطوع ثقافة إنسانية يجب أن تخلق خلفًا مؤمنًا ومتشبعًا بأفكارها، يحمل مشعل التطوع مستقبلا، ويعمل بكل مصداقية لما يخدم المصلحة العامة المشتركة”.
وأشار الخيلي إلى أن مشروع ” التلميذ المبادر” بمدينة بوجدور هو تجربة ميدانية عبر الأنشطة، وسيشمل جميع الثانويات الإعدادية بالمنطقة، التي يبلغ عددها خمس ثانويات، من أجل إغناء التجربة الميدانية للمشروع بالوسط المدرسي.
كما عبّر عن أمنيته ورفاقه تعميم فكرة مشروعهم الأول من نوعه بالمغرب، وكذلك انتشار أفكاره وأهدافه بين جميع طلاب المؤسسات التعليمية الجهوية و الوطنية.
يذكر أن مبادرة فاعل خير التي أطلقت مشروع “التلميذ المبادر” تعتبر في الأصل فكرة فيسبوكية شبابية كانت تقتصر لقاءاتها فقط على العالم الافتراضي.
بعد تبلور المزيد من الأفكار والمقترحات و المشاريع التطوعية، أخرجت الفكرة إلى أرض الواقع وتحولت إلى مبادرة جماعية تضم عددًا من الشباب من مدينة بوجدور، الهادفين إلى نشر وترسيخ قيم التطوع والعطاء والرقي بالمجال الاجتماعي بالمنطقة.