أكثر من ٩٠٠ ألف وثيقة تُدين الأسد بحوزة لجنة تحقيق دولية
يصادف شهر آذار / مارس الذكرى العاشرة للانتفاضة الشعبية في سوريا. رئيس النظام السوري بشار الأسد قتل الأبرياء بالغازات، وقصف المستشفيات والمدارس، واخفى الآلاف.
خاطر الكثيرون بحياتهم لإخبار قصصهم – حتى لو لم يتم القبض على الأسد – فسيظل ، إلى الأبد ، مقيدًا بالحقيقة.
في عام 2013، سيطرت المعارضة على الغوطة، فقام الجيش السوري بقصف الحي بغاز الأعصاب المحظور دوليًا. تم إبادة 1400 رجل وامرأة وطفل. لقد اختار الأسد مواجهة الانتفاضة الشعبية ضده ليس بالدبلوماسية ، ولا بالحرب بين الجنود، بل بترهيب شعبه دون رحمة.
إنتهاكات نظام الأسد
استضافت وكالة “CBS NEWS” الأمريكية، في مقابلة حصرية، كلًا من رئيس اللجنة المستقلة من أجل العدالة الدولية والمحاسبة، ستيفن راب، والعسكري السوري المعروف بـ “قيصر”، ومعاذ مصطفى، وسامي (صديق قيصر الذي ساعده في توثيق الصور)، تحدثوا فيها عن الأدلة التي تفضح ممارسات نظام الأسد والانتهاكات التي ارتكبها خلال العشرة سنوات الفائتة.
وقال راب في المقابلة، التي عرضت الأحد 21 من فبراير (شباط) الحالي، إن أكثر من 900 ألف وثيقة حكومية جرى أرشفتها اللجنة المستقلة للعدالة الدولية والمساءلة.
وأضاف راب أن اسم رئيس النظام السوري، بشار الأسد، كان موجودًا في التقارير الموثقة التي حصلت فيها الانتهاكات ضد الشعب السوري، مما يدل على أن الأسد كان ينظم هذه الاستراتيجية، ووصف راب هذه الانتهاكات بأنها منظمة.
وأشار راب إلى أن مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي الخاص، تحقق من البيانات الوصفية للصور وأكد أن مجموعة الصور بأكملها تمثل أشخاصًا حقيقيين وأحداث حقيقية.
وأكد راب على ضرورة محاسبة الأسد، لأنه إذا تمكن أي أحد من ارتكاب تلك الجرائم، ولم يعاقب، وقام بقمع الانتفاضات الشعبية بهذه الطريقة، فسيتبع الآخرون نفس أسلوبه.
ولفت راب إلى أن محاكمة الأسد قد تكون بعيدة، ولكن جهود الشباب الذين يتحدون العالم ليرى ما ارتكبه النظام من فظائع، ستظهر تلك الجرائم.
وترجم معاذ مصطفى، من فرقة “الطوارئ السورية” المقابلة التي جرت مع “قيصر”، وكان “قيصر” مصورًا عسكريًا لمدة 13 عامًا، وفي عام 2011، أُمر بتصوير المشارح التي استقبلت الموتى من سجون الأسد السرية.
وقال “قيصر” في المقابلة، “أصبحت مهمتنا فقط التقاط صور لجثث الموتى الذين عذبوا حتى الموت، أو تم قتلهم في أفرع المخابرات السورية المختلفة”.
وأضاف بأن التعذيب استمر لعدة أشهر طويلة، وتعرضوا لمختلف أنواع التعذيب، إذ صعقوا بالكهرباء، وضربوا بالسكاكين والكابلات والأحزمة.
وكان كل نوع من أنواع التعذيب، بحسب “قيصر”، يجعله يتخيل الطريقة التي استخرجت فيها المعلومات من المعتقلين بالإكراه.
وفي عام 2013 فاضت الجثث في المشارح، وملأت مرآبًا للسيارات داخل أحد المشافي العسكرية.
وقال قيصر، “لقد جازفت بحياتي وحياة عائلتي، لأظهر وكشف للعالم بأسره الوجه الحقيقي لدكتاتورية نظام الأسد”.
وقد استخدم قيصر في عملية التوثيق محرك الأقراص لتخزين الصور التي يلتقطها، وكان ينقلها لصديقه سامي (اسم مستعار) الذي كان بدوره يحمل الصور وينقلها إلى جهاز الكمبيوتر الخاص به.
وقال سامي، “كانت مسؤوليتنا تجاه الشعب السوري، أن نتمكن من إظهار مصير ذويهم، حتى أن إحدى جاراته كانت تأتي إلى فرع المخابرات، لتسأل عن ابنها وعن أي معلومات عنه، ولم يستطع إخبارها بالحقيقة لأنه لم يرد الكشف عن أي معلومات أثناء التوثيق”.
وأشار سامي إلى طمسهم للأرقام التي رقمت بها الجثث، فكانت كل جثة ترقم بثلاثة أرقام، كتبت على أجزاء مختلفة من أجسادهم، (الأول هو رقم المعتقل، والثاني هو رقم فرع المخابرات الذي عذب ذلك الشخص حتى الموت، والرقم الثالث أعطي من قبل الطبيب وهو رقم تسلسلي يدل على عدد الجثث).
وقال أحد السجناء الذي لم يصوره قيصر وسجن بسبب مكان ولادته في ولاية أوهايو الأمريكية، والذي عرف بالاسم المستعار (علي)، “سافرت إلى دمشق عام 2012 وكان جواز سفري تذكرة لدخولي تحت الأرض”.
واحتجز علي لمدة ثلاثة أسابيع من الاستجواب وبدت له وكأنها دهر، تعرض فيها للضرب بأنبوب بلاستيكي حتى لم يستطع الوقوف، وروى كيف علق بقية المعتقلين على الحائط وصُب عليهم الماء المغلي.
وكان أكثر ما أثر فيه، سماع صراخ طفل يتراوح عمره بين 12 و13 عامًا، وكان ينادي لأمه، “أرجوكم ساعديني على الخروج من الجحيم”، بعد سكب الماء المغلي عليه مباشرة.
وقال أحد الضباط في المخابرات للشاب “لا يهمنا إذا كنت أمريكيًا، يمكننا قتلك، أو بإمكاننا أن نبقيك محتجزًا هنا إلى الأبد”.
أُطلق سراح علي بعد 23 يومًا من اعتقاله.
لقد دمر الأسد بالفعل ما بناه السوريون على مدى آلاف السنين. قد تكون محاكمته بعيدة لكن الشهود صبورون. شهود يتحدون العالم لنقل الحقيقة، شهود شباب لم يعد الوقت مهمًا لهم.
المتحدث بإسم قوى الأمن الداخلي في شمال وشرق سوريا علي الحسن، حذر من إحتمال إنفجار الوضع في الهول
المتحدث الرسمي بإسم قوى الأمن الداخلي في شمال وشرق سوريا علي الحسن، حذّر من إحتمال إنفجار الوضع في مخيم الهول، الذي قد يخرج عن السيطرة في أي لحظة، داعياً الدول إلى الإسراع في معالجة وضع المهاجرات فيه.