سعت هذه الدورة التدريبية، التي أطرها رشيد بيدق، إلى إطلاع المشاركات والمشاركين على أسس الإسعافات الأولية والرفع من الحس الوقائي والاستجابة السريعة لدى حصول المخاطر، وذلك في احترام تام للإجراءات الوقائية لتفادي انتشار فيروس كورونا المستجد.
هدفت هذه الدورة إلى تعزيز وتقوية قدرات المسعفات والمسعفين المتطوعين في هذا المجال، وتمكينهم من المبادئ الأساسية للتعامل مع عدد من الحالات الطارئة، وكيفية التعامل مع الأزمات وخاصة تدبير جائحة كورونا المستجد، والمساهمة في الدعم النفسي للأفراد والجماعات.
كما شملت الدورة التكوينية، تمكين المسعفات والمسعفين المتطوعين من المبادئ الأساسية للإسعافات الأولية في عدد من الحالات الطارئة، من قبيل الاختناق والنزيف الحاد وفقدان الوعي وتوقف التنفس والتوعك والجروح والحروق والدعم النفسي خلال الجائحة.
تندرج هذه الدورة التدريبية في إطار برنامج العمل السنوي للفرع المحلي للهلال الأحمر المغربي، والتي تشمل تدريبات للمسعفين والمسعفات للتحسيس بالتدابير الوقائية ضد جائحة كوفيد-19 والحد من آثارها.
دورة في الدعم النفسي خلال الأزمات لـ20 مسعفًا في الهلال الأحمر المغربي بالصويرة
حالات خوف شديد واجهها المسعفون خلال الحجر الصحي وراء إجراء هذه الدورة
في تصريح خص به مراسل
“تطبيق خبّر” الميداني في المغرب يوسف أسكور، أبرز زكرياء مسعف، القائد الإقليمي للهلال الأحمر المغربي بالصويرة، أن التكوين في الإسعافات الأولية يعد من الأمور الضرورية التي يتعين تعلمها من طرف المواطنين والمواطنات.
ولفت إلى الدور الهام الذي لعبه المسعفون والمسعفات خلال فترة الحجر الصحي، خصوصًا في العناية بالمتشردين والأشخاص بدون مأوى، والذي اقتضى منهم العمل بحذر خلال التعامل مع الحالات الطارئة بطريقة صحيحة وبالسرعة القصوى لأجل حماية هذه الفئة الهشة.
حول أهمية الدعم النفسي، قال زكرياء مسعف إن “حالات الخوف المبالغ فيه الذي واجهه أطر الهلال الأحمر خلال فترة الحجر الصحي وبعده، دفعنا إلى برمجة هذا التدريب ليكون جميع المسعفات والمسعفين على أهبة الاستعداد دائمًا”.
زكرياء مسعف القائد الإقليمي للهلال الأحمر المغربي بالصويرة خلال التدريب
كما أشار إلى أن هذه الدورة التدريبية هي المرحلة الأولى في سلسلة دورات سينظمها المكتب الإقليمي، وشملت 20 مسعفًا ومسعفة فقط، تماشيًا مع الشروط المفروضة على التجمعات التي تنظمها الجمعيات، وتقضي بعدم تجاوز عدد المشاركين فيها 20 شخصًا.
كما أكد أن هذا التدريب تم في مراعاة للتدابير الوقائية الرامية إلى مكافحة فيروس كورونا المستجد، مشيرًا إلى أن “بلوغ تكوين فرد واحد على الأقل من كل أسرة في الإسعافات الأولية والدعم النفسي، سنضمن إذ ذاك سرعة التدخل خصوصًا في الحالات المستعجلة”.
معرفة أسس الدعم النفسي والإسعافات الأولية ضرورة في كل أسرة
المدرب رشيد بيدق: من الضروي أن تعرف كل أسرة أسس الإسعافات الأولية والدعم النفسي
من جهته، قال المدرب رشيد بيدق لمراسل
“تطبيق خبّر” إن هذه الدورة التدريبية جاءت باقتراح من المكتب الإقليمي للهلال الأحمر، ومكنت المستفيدين منها من تعلم مجموعة من مهارات الإسعاف العملية في ظل الأزمات، وكذلك أسس الدعم النفسي.
وثمّن بيدق مجهودات أطر منظمة الهلال الأحمر المغربي بالصويرة على دورها في نشر ثقافة الإسعافات الأولية وتدخلاتها الهامة لإنقاذ أرواح المواطنين والمواطنات.
من جانبه، اعتبر أمين الزوبير، وهو مسعف في فرع منظمة الهلال الأحمر المغربي بالصويرة، أن مثل هذا التدريب يساهم في توسعة شريحة الناس القادرين على التعامل مع الحالات الطارئة في انتظار تدخل رجال الإنقاذ.
وبيّن الزوبير لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني بالمغرب أن ذلك “أمر لمسناه بشكل كبير خلال جائحة فيروس كورونا المستجد، إذ أننا لعبنا دورًا محوريًا خصوصًا في التدخلات الميدانية”.
وأضاف أن التدريب الذي يخضع له المسعفون طيلة فترة تواجده داخل الهلال الأحمر يساعدههم على التعامل السليم مع مختلف الحالات التي قد تحتاج بعض الوقت للوصول إلى المستشفى، وهو أمر قد يعني حياة إنسان.
وعن تجربته، قال الزوبير إنه مسعف منذ سبع سنوات، وقد ساهمت استفادته من هذا التدريب في سن مبكرة في تحديد توجهه المهني، إذ أنه يشغل مهام ممرض بالمستشفى الإقليمي سيدي محمد بن عبدالله بالصويرة.
وأوضح الزوبير أهمية التحاق الشباب بهذا التدريب، وحثهم على ذلك بالنظر لما أظهرته الجائحة من حاجة فعلية إلى تواجد مسعفين ومسعفات داخل الأسر، نظرًا للضغط الكبير على المستشفيات.
وقد دأب المكتب الإقليمي للهلال الأحمر المغربي بمدينة الصويرة على تنظيم دورات تكوينية بالمؤسسات التعليمية والجامعية لتوعية أكبر عدد من المواطنين بتقنيات ومبادئ الاسعافات الأولية الضرورية للتعامل مع الحالات الطارئة.
يذكر أن التدريب الذي راوح بين المجالين النظري والتطبيقي، توج بتوزيع شهادات المشاركة على المشاركين والمشاركات.