ميليشيا “فاطميون” مستمرة في تجنيد الشبان في سوريا
بعدما اصبحت القوة الضاربة الثانية لإيران في سوريا بعد حزب الله اللبناني، تستمر ميليشيا “فاطميون” الأفغانية الذراع العسكرية لـ “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني، التمدد ضمن الأراضي السورية بسلاحي “التشيّع والمال”، في استغلال واضح وصريح للأوضاع الاقتصادية الكارثية ضمن مناطق نفوذ النظام السوري.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن الفقر المدقع يعد أبرز أسباب قبول الشبان والرجال للانخراط في صفوف الميليشيات الموالية لإيران لاسيما ضمن المناطق التي تعاني من أوضاع معيشية صعبة، فميليشيا “فاطميون” تواصل عمليات التجنيد لصالحها في الريف الشرقي لحلب.
وذكر المرصد أن مناطق مسكنة والسفيرة ودير حافر وبلدات وقرى أخرى شرق حلب تشهد تصاعداً ملحوظاً منذ مطلع شباط (فبراير) الماضي، وحتى الآن لعمليات التجنيد لصالح تلك الميليشيات عبر عرابين ومكاتب تقدم مقابلاً مادياً للمجندين الجدد، مشيراً إلى تعداد المجندين وصل خلال الفترة آنفة الذكر إلى أكثر من 520 شاباً ورجلاً في تلك المنطقة.
أعداد ميليشيا “فاطميون”
استناداً إلى معتقداتهم المذهبية أو إثر تقديم النظام الإيراني لهم وعوداً زاهية، انضم كثير من المواطنين الأفغان من بلدهم أو ممن كانوا يقيمون في إيران إلى “لواء فاطميون”. ولم يُعرَف قطُّ عدد مقاتليها، كما لم يُعرَف عدد الذين لقُوا مصرعهم، بحسب موقع “إيران واير”.
وفي كانون الثاني (يناير) 2020، أعلنت بلقيس روشن النائبة في البرلمان الأفغاني، عن مقتل ما لا يقل عن خمسة آلاف أفغاني تحت راية لواء “فاطميون” في سوريا. ومن ناحية أخرى، أكّد محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيرانية في مقابلة مع القناة التلفزيونية “طلوع” أن القوات الأفغانية التحقت بالجيش الإيراني طوعاً، بحسب ما نقل الموقع ذاته.
وأفاد موقع “إيران انترناشونال” بقام “فيلق القدس”، بتجنيد الآلاف من اللاجئين الشيعة الأفغان الذين يعيشون في إيران، لتوسيع وإمداد “فاطميون” بالقوات، بعد 6 أشهر من التدريب العسكري.
وتشير التقارير المنشورة إلى مقتل ما لا يقل عن 2000 عنصر من عناصر “فاطميون” في الحرب السورية، كثير منهم من الأطفال والمراهقين، كما أن جثث العديد منهم لم تتم إعادتها إلى عائلاتهم.
وقبل عامين، كانت هناك تقارير تفيد بأن “فيلق القدس” کان يدفع 500 دولار شهرياً لميليشيات “فاطميون”.
رواية عنصر سابق
ونقل موقع “إيران واير” رواية عنصر سابق في لواء “فاطميون” وكيفية انضمامه إلى هذه الذراع العسكرية لفيلق القدس، وما جرى له ولزملائه في الحرب السورية. وهي تصريحات تبيّن كذب مزاعم وزير الخارجية الإيرانية.
ويعرِّف هذا العنصر عن نفسه بعلي رضا (27 عاماً)، حارب في سوريا في أربع مراحل مختلفة تحت راية لواء “فاطميون” لصالح النظام الإيراني. وهو من مناطق هزاره الشيعية في أفغانستان، وكان يعيش في كابول، لكن الفقر والبطالة أجبراه على الهجرة إلى إيران ليعمل كعامل عادي لمساعدة عائلته، وبسبب عدم حيازته على بطاقة الإقامة في إيران كان يُعتبَر ككثير من مواطنيه “غيرَ قانوني”. وفي أحد المعتقلات اضطر إلى الانضمام إلى لواء “فاطميون” كيلا يتم ترحيله إلى بلده.
وهكذا، نُقِل علي رضا وعشرات المهاجرين الأفغان إلى ثكنة عسكرية في طهران ليتدرّبوا ويتعلموا أصول الحرب في 21 يوماً فقط. وحتى تلك اللحظة لم يَكن يعرف شيئاً عن السلاح، ولم يُمنَح سوى أقل من شهر ليتعلم كيف يَقتل البشر، وهذه المدة قصيرة إذا ما قِيست بالدورات التدريبية العسكرية في أفغانستان البالغة أربعة أشهر، يقول علي رضا: “كان الأمر انتحاراً بالنسبة لنا، وكثير منّا لم يتدربوا كما ينبغي على الأسلحة الحربية في تلك الفترة القصيرة، لكن لم يكن أمامنا أي حل آخر”.
يذكر أن الحكومة الأفغانية سبق أن دعت إيران إلى حل ميليشيا “فاطميون” في أسرع وقت ممكن. وقال مسؤولون أفغان إن “استخدام المواطنين الأفغان في حرب بالوكالة لا يتماشى مع القانون الدولي”.
كما استنكر ناشطون حقوقيون، محاولة النظام الإيراني استغلال الظروف المعيشية السيئة للاجئين الأفغان في إيران لتجنيدهم في صفوف “فاطميون” وإرسالهم إلى الحرب في سوريا، خصوصاً أن العديد من طالبي اللجوء هؤلاء الذين تم إرسالهم إلى ساحة المعركة كانوا أطفالاً ومراهقين، وقد قتل الكثير منهم.