كثرت في عصر السوشيال ميديا، الأخبار الكاذبة والمزيفة، آخرها ادعاء إقبال الجيش الجزائري على حرق أشجار النخيل لمزارعين مغاربة.
يأتي هذا بالتزامن مع طرد الجزائر مزارعين مغاربة من بساتين نخيل عملوا فيها لأجيال في واحة فجيج المعزولة على الحدود الجزائرية.
وفي هذا الصدد انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور ادعى ناشروها أنها لإحراق الجيش الجزائري أشجار النخيل هناك، إلا أن الادعاء خطأ والصور قديمة لا علاقة لها بأحداث واحة الفجيج، كما يضم المنشور صوراً لحرائق مندلعة بين أشجار نخيل.
ومما جاء في التعليق المرافق للصور أن الجيش الجزائري: “قام بحرق أشجار النخيل التي كان ينتفع بها المزارعون المغاربة في منطقة العرجة التابعة للتراب الجزائري ظلماً وعدواناً”.
حقيقة الصور المنتشرة
إلا أن الصور المتداولة على أنها لحرق أشجار النخيل قديمة ولا علاقة لها بالتطورات الاخيرة.
كما أوضح التحري الذي نشرته وكالة الأنباء الفرنسية عن الصورة الأولى إلى أنها منشورة في نيسان/أبريل 2020 على أنها لحرائق أشجار نخيل في إقليم زاكورة جنوب شرق المغرب.
الجزائر تطرد مزارعين مغاربة
جدير بالذكر أن هذا الحدث أتى تزامناً مع طرد الجزائر في الأيام الماضية مزارعين من بساتين نخيل عملوا فيها لأجيال في واحة فجيج المعزولة على الحدود الجزائرية.
إذ أنه في العام 1994، وبعد إغلاق الحدود بين المغرب والجزائر، سمحت الجزائر لبعض المقيمين في بلدة فجيج المغربية الحدودية بالعبور نحو بساتين العرجة التي يسميها الجزائريون واحة العرودة، ولكن في الأيام الماضية ألغت الجزائر هذا الحقّ ونشرت جنودا لتنفيذ قرارها.
وبرّرت الجزائر خطوتها الأخيرة بعدم التزام المزارعين بالقواعد المتفق عليها، وبنشاط عصابات تهريب مخدرات في المنطقة. لكنّ سكان فجيج يرفضون تلك التبريرات بشدّة.
الصراع الجزائري المغربي
يأتي هذا ضمن سلسة التوتر المتصاعد بين البلدين في الأشهر الأخيرة على خلفية ملف الصحراء المغربية المتنازع عليها.
إذ يعتبر المغرب من جهة الصحراء المغربية جزءاً من المملكة، وهو موقف أقرته واشنطن في آخر أيام إدارة دونالد ترامب، وفي المقابل، تدعم الجزائر جبهة بوليساريو الساعية لاستقلال الصحراء.